«فرانس برس»: إسرائيل تهدد بضم أراضٍ من غزة مع تصعيد العمليات العسكرية

«فرانس برس»: إسرائيل تهدد بضم أراضٍ من غزة مع تصعيد العمليات العسكرية
تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة

واصلت إسرائيل تصعيد عملياتها العسكرية في قطاع غزة، مهددة بضم مزيد من الأراضي الفلسطينية إذا لم تُفرج حركة حماس عن الرهائن المتبقين، جاء هذا التهديد على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي أعلن عن توسيع نطاق العمليات البرية.

وأشار كاتس، إلى أن الجيش سيسيطر على المزيد من المناطق داخل القطاع في إطار ما سماه “الاحتلال الدائم للمناطق العازلة”، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، السبت.

وقال كاتس: "سنكثّف القتال بضربات جوية وبحرية وبرية، وسنوسع العملية البرية حتى إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس"، ملوحًا باستخدام وسائل ضغط عسكرية ومدنية، بما في ذلك نقل السكان قسريًا نحو الجنوب وتنفيذ خطة "التهجير الطوعي" التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. 

مفاوضات التهدئة

رغم تصاعد العمليات العسكرية، تواصلت المساعي الدبلوماسية لوقف القتال، حيث كشف مصدر فلسطيني مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار أن حماس تلقت مقترحًا من الوسيطين مصر وقطر.

ويتضمن المقترح تثبيت وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى وفق جدول زمني يتم الاتفاق عليه، إلى جانب إدخال المساعدات وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.

لكن تعثر المفاوضات دفع وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إلى إصدار بيان مشترك، مساء الجمعة، دعوا فيه إلى استعادة الهدنة، مؤكدين أن "استئناف الغارات الإسرائيلية في غزة يمثل خطوة مأساوية إلى الوراء بالنسبة لأهالي القطاع".

ارتفاع حصيلة الضحايا

استأنفت إسرائيل قصفها المكثف على القطاع، حيث استهدفت طائراتها الحربية مواقع مدنية، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا.

ووفقًا للدفاع المدني الفلسطيني، ارتفعت حصيلة القتلى منذ استئناف القتال، الثلاثاء، إلى 520 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، فيما لا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن ناجين تحت الأنقاض. 

وأكد الدفاع المدني أن غارة جوية استهدفت منزلاً لعائلة المشهراوي في حي التفاح شمالي غزة، ما أسفر عن مقتل خمسة أطفال، في حين دُمّر عدة مبانٍ سكنية أخرى في القطاع.

مخطط “الحزام الأمني”

تصاعدت التحذيرات الإسرائيلية بضرورة إخلاء السكان من مناطق واسعة في غزة، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة “إكس” إنذارًا أخيرًا لسكان مناطق السلاطين والكرامة والعودة، محذرًا من غارات وشيكة، وداعيًا السكان إلى "الانتقال فورًا إلى الجنوب حفاظًا على سلامتهم".

ويرى محللون أن التصعيد العسكري يأتي في إطار تنفيذ مخطط إسرائيلي قديم لإنشاء "حزام أمني" داخل غزة، يمنع الفلسطينيين من الاقتراب من الحدود، وهو ما يهدد بموجة تهجير جديدة.

وفي تطور نادر، أعرب الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ عن "قلقه البالغ" إزاء استئناف القتال، منتقدًا بشكل غير مباشر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، جاء هذا الموقف في وقت تصاعدت فيه الاحتجاجات داخل إسرائيل ضد استمرار الحرب، خصوصًا من عائلات الرهائن الذين يطالبون بإتمام صفقة تبادل مع حماس.

وفي السياق، علّقت المحكمة العليا الإسرائيلية قرار الحكومة بإقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار، وسط تزايد الخلافات داخل المؤسسة الأمنية حول إدارة الحرب في غزة. 

مصير التهدئة 

تواصل إسرائيل فرض حصار خانق على غزة، في محاولة للضغط على حماس. بينما تصرّ الحركة على وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب إسرائيلي كامل، ورفع الحصار، ترفض تل أبيب هذه الشروط، مطالبةً بـ"نزع سلاح غزة" وإنهاء حكم حماس كشرط لأي تهدئة مستقبلية.

وفي ظل استمرار العمليات العسكرية والتعثر الدبلوماسي، يبقى المدنيون في غزة الضحية الكبرى لهذه الحرب التي تسببت في دمار واسع وأزمة إنسانية غير مسبوقة.

ووفقًا للأرقام الرسمية، أدى الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر إلى مقتل 1,218 إسرائيليًا، معظمهم مدنيون، فيما لا يزال 58 رهينة محتجزين في غزة، بينهم 34 يُعتقد أنهم قتلوا.

أما في الجانب الفلسطيني، فقد وثقت وزارة الصحة في غزة استشهاد 49617 فلسطينيًا منذ بداية الحرب، معظمهم من النساء والأطفال، وهي أرقام تعدها الأمم المتحدة موثوقة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية