الأمم المتحدة: جنوب السودان على حافة الحرب الأهلية بعد اعتقال مشار

الأمم المتحدة: جنوب السودان على حافة الحرب الأهلية بعد اعتقال مشار
رياك مشار مع سلفاكير

حذّرت الأمم المتحدة من أن جنوب السودان يواجه خطر الانزلاق مجددًا إلى أتون الحرب الأهلية، بعد اندلاع اشتباكات دامية شمال البلاد بين قوات حكومية وجماعة مسلحة موالية لزعيم المعارضة رياك مشار، الذي أعلنت حركته اعتقاله من قبل السلطات.

جاء ذلك بعدما أكد المتحدث باسم المعارضة، بال ماي دينق، في فيديو بثه لوسائل الإعلام مساء أمس الأربعاء، أن مشار محتجز لدى الحكومة وأن حياته في خطر، وفق وكالة أسوشيتد برس.

وفي أعقاب هذه التطورات، دعا رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، نيكولاس هايسوم، جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس واحترام اتفاق السلام المُعزز لعام 2018، الذي أنهى حربًا أهلية استمرت خمس سنوات وأودت بحياة 400 ألف شخص.

وشدد المسؤول الأممي، في بيانه مساء الأربعاء، على أن جنوب السودان تقف أمام خيارين: "إما الانزلاق مجددًا إلى صراع واسع النطاق، أو المضي قدمًا نحو السلام والتعافي والديمقراطية، بروح الإجماع الذي تحقق عند توقيع اتفاق إحياء السلام عام 2018".

إدانات وقلق دولي

أدان مسؤولون معارضون اعتقال مشار، حيث وصف ريث موتش تانج، وهو مسؤول في الحركة الشعبية لتحرير السودان– المعارضة، الحادثة بقوله: "وصلت 20 سيارة مدججة بالسلاح إلى منزل مشار، وتم تجريد حراسه من أسلحتهم، وتسليمه أمر اعتقال بناءً على اتهامات غير واضحة".

وفي أوائل مارس، اعتقلت قوات الأمن العديد من كبار حلفاء مشار، ما اعتبره أنصاره "انتهاكًا جسيمًا" لاتفاق السلام.

في ظل التصعيد المتزايد، أغلقت ألمانيا والنرويج سفارتيهما في جوبا بشكل مؤقت، بينما خفضت السفارة الأمريكية عدد موظفيها إلى الحد الأدنى، محذرة مواطنيها بضرورة الاستعداد للجوء إلى الملاجئ في حال تفاقم الوضع الأمني، كما أعلنت السفارة البريطانية تقليص عدد موظفيها، مع تقليل الخدمات القنصلية إلى "حدودها الدنيا".

تصاعد العنف 

وتصاعدت التوترات بين الرئيس سلفا كير ومشار خلال الأشهر الماضية، وبلغت ذروتها في فبراير الماضي، عندما سيطرت جماعة "الجيش الأبيض" المسلحة، الموالية لمشار، على قاعدة عسكرية في ولاية أعالي النيل وهاجمت مروحية تابعة للأمم المتحدة.

وردّت الحكومة بشن غارات جوية، وحذرت المدنيين في المناطق التي تتمركز فيها الجماعة المسلحة بضرورة الإخلاء أو "مواجهة العواقب"، وأسفرت هذه الضربات عن مقتل أكثر من 12 شخصًا منذ منتصف مارس، وسط مخاوف من تصاعد النزاع.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية