ترامب يدعو الأمريكيين للصمود مع بدء تنفيذ رسوم جمركية جديدة
ترامب يدعو الأمريكيين للصمود مع بدء تنفيذ رسوم جمركية جديدة
دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، الأمريكيين إلى "الصمود" في وجه تداعيات رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% دخلت حيز التنفيذ على عدد كبير من المنتجات المستوردة، محذرًا من أن "هذا الأمر لن يكون سهلاً".
وأوضح ترامب عبر منصته "تروث سوشال" أن بلاده تخوض "ثورة اقتصادية" ستنتهي بـ"انتصار تاريخي"، بحسب وصفه، رغم التحديات المتوقعة على الاقتصاد العالمي والمحلي، وفق وكالة "فرانس برس".
وفرضت الإدارة الأمريكية هذه الرسوم الجديدة اعتبارًا من الساعة 4:01 فجر السبت بتوقيت غرينيتش، على معظم وارداتها من الخارج، في تصعيد كبير لحربها التجارية التي أثارت قلقًا عالميًا.
وتُضاف هذه الضرائب إلى الرسوم السابقة المفروضة على الصلب والألمنيوم والسيارات بنسبة 25%. لكن بعض المنتجات، مثل النفط وأشباه الموصلات والمعادن غير المتوفرة محليًا، أُعفيت مؤقتًا من الإجراءات الجديدة.
كما استثنيت كندا والمكسيك من هذه الجولة، رغم استمرار فرض رسوم منفصلة على منتجاتهما.
ردود فعل داخلية وخارجية
هاجم عدد من الجمهوريين البارزين هذا القرار، إذ كتب السيناتور راند بول أن "الحرية والسلام يعتمدان على التجارة الحرة"، في حين تقدّم السيناتور تشاك غراسلي بمشروع قانون مشترك يقيّد صلاحيات الرئيس الجمركية.
وفي المقابل، دعا رجل الأعمال إيلون ماسك، المعروف بقربه من ترامب، إلى إنشاء منطقة تجارة حرة بين أمريكا الشمالية وأوروبا، معارضًا بذلك نهج الإدارة.
وعبّر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية عن قلقه من إدراج دول فقيرة ضمن قائمة الرسوم، مشيرًا إلى أن الدول الأقل نموًا لا تسهم سوى بجزء ضئيل من العجز التجاري الأمريكي (1.6% فقط).
وشدد كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في اتصال هاتفي، على أن الحرب التجارية "لا تصب في مصلحة أحد".
تصعيد متبادل وخسائر ضخمة
تُتوقع جولة تصعيدية جديدة في 9 أبريل، حيث ستُفرض رسوم تصل إلى 54% على واردات من الصين، و20% على الاتحاد الأوروبي، و46% على فيتنام.
وردّت بكين سريعًا، معلنة فرض رسوم إضافية بنسبة 34% على المنتجات الأمريكية.
وقد تسبب هذا التوتر التجاري بانهيار في الأسواق، حيث خسرت البورصات الأمريكية أكثر من 6 تريليونات دولار خلال يومين، حسب مؤشر "داو جونز".
مستقبل قاتم للاقتصاد الأمريكي
رغم تأكيد ترامب تمسكه بسياساته، فإن رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول رسم صورة قاتمة، متوقعًا ارتفاع التضخم، وتباطؤ النمو، وزيادة البطالة.
ودعا باول إلى خفض أسعار الفائدة كإجراء وقائي لمواجهة التداعيات الخطِرة المحتملة للرسوم، التي تعيد المشهد إلى أجواء الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي.