منظمة حقوقية: الأطفال يموتون في جنوب السودان بسبب خفض المساعدات
منظمة حقوقية: الأطفال يموتون في جنوب السودان بسبب خفض المساعدات
نددت منظمة (أنقذوا الأطفال- Save The Children) البريطانية بوفاة أطفال في جنوب السودان كانوا يسيرون لساعات طويلة في محاولة للوصول إلى الرعاية الصحية، بعدما اضطروا لمغادرة قراهم التي أُغلقت فيها مراكز العلاج بسبب خفض المساعدات الأمريكية.
وسجّلت المنظمة وفاة ما لا يقل عن خمسة فتيان في ولاية جونقلي شرقي البلاد، أثناء محاولتهم الوصول إلى عيادات رعاية صحية أصبحت بعيدة جداً أو مغلقة تماماً، وفق وكالة "فرانس برس".
يأتي ذلك وسط تفشٍ خطِر لوباء الكوليرا، وصفته اليونيسف بأنه الأسوأ في تاريخ البلاد.
مراكز مغلقة وأدوية مفقودة
أُغلقت سبع عيادات بشكل دائم من أصل 27 كانت تدعمها "سيف ذي تشيلدرن" في مقاطعة أكوبو، فيما تعمل العيادات المتبقية بشكل جزئي فقط، ونتيجة لتقليص الميزانية، سرّحت المنظمة نحو 200 موظف من أصل 600 يعملون في البلاد.
وقالت سارة (24 عاماً)، وهي مصابة بالكوليرا في جونقلي، للمنظمة: "كنا سعداء في الماضي، وكان هناك العديد من الأطباء والأدوية، لم نكن نعاني كثيراً، لكننا الآن نعاني".
أما مايكل، عامل صحي متطوع، فأكد أنهم عاجزون عن تقديم العلاج الكافي، قائلاً: "نرى المرضى يعانون، ولا نستطيع مساعدتهم سوى بأملاح الإماهة الفموية".
نحو 700 حالة وفاة
أفادت منظمة اليونيسف بأن عدد الوفيات بسبب الكوليرا في جنوب السودان بلغ نحو 700 وفاة منذ سبتمبر وحتى مارس، نصفهم من الأطفال دون سن الخامسة عشرة، وقد تم تسجيل 40 ألف إصابة في المجمل خلال الفترة نفسها.
وأشارت اليونيسف إلى أن تسع ولايات من أصل عشر تأثرت بتقليص المساعدات الأمريكية، معظمها في شرق جونقلي، حيث تفاقم الوضع الإنساني بشكل لافت.
ووصف مدير "سيف ذي تشيلدرن" في جنوب السودان كريس نياماندي الوضع بأنه "كابوس"، وأكد أن بعض الأطفال المرضى كانوا ينامون تحت الأشجار بسبب اكتظاظ الخيام الطبية.
وقال نياماندي: "يجب أن يكون هناك غضب أخلاقي عالمي لأن قرارات اتخذها أشخاص نافذون في بلدان بعيدة، أدت إلى وفاة أطفال في غضون أسابيع فقط"، داعياً العالم إلى الانتباه إلى الكارثة الإنسانية التي تتكشف بصمت في جنوب السودان.
حرب ونزوح وتفشي أمراض
تشهد دولة جنوب السودان، التي انفصلت عن السودان عام 2011، اضطرابات سياسية وأمنية مزمنة، رغم توقيع اتفاق سلام هش عام 2018 أنهى حرباً أهلية دامت 5 سنوات، وتفاقم الوضع في الآونة الأخيرة مع اندلاع اشتباكات جديدة بين قوات الرئيس سلفا كير ونائبه الأول رياك مشار، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان.
وحذر نياماندي من أن تصاعد التوترات السياسية سيؤدي إلى تعقيد وصول الإغاثة والخدمات الصحية، ويزيد من خطر وفاة المزيد من الأطفال والنساء بسبب أمراض يمكن تفاديها.