الأمم المتحدة تحذر من انزلاق جنوب السودان نحو حرب أهلية جديدة

الأمم المتحدة تحذر من انزلاق جنوب السودان نحو حرب أهلية جديدة
العنف المسلح في جنوب السودان

 

حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن جنوب السودان يواجه "عاصفة كاملة" من الأزمات، قد تدفعه مجدداً إلى حرب أهلية دامية، ودعا قادة البلاد إلى الحوار وخفض التصعيد، محذراً من أن الوضع الأمني يزداد سوءاً مع تصاعد الاشتباكات والقصف الجوي للمدنيين، وانتشار القوات الأجنبية داخل البلاد.

كابوس إنساني وأزمة اقتصادية

وأكد غوتيريش في بيان يوم الجمعة أن جنوب السودان يعيش "كابوساً إنسانياً"، حيث يحتاج ثلاثة من كل أربعة مواطنين إلى مساعدات عاجلة، فيما يعاني نصف السكان انعدام الأمن الغذائي الحاد، مع تفشي وباء الكوليرا، كما تعاني البلاد أزمة نزوح خانقة، إذ عبر أكثر من مليون شخص الحدود من السودان منذ اندلاع القتال هناك، في ظل انهيار اقتصادي حاد وارتفاع التضخم إلى 300%، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة

وطالب الأمين العام بإنهاء سياسة المواجهة والإفراج عن المعتقلين السياسيين والعسكريين، مؤكداً أن تنفيذ اتفاق السلام هو السبيل الوحيد لإجراء انتخابات سلمية في ديسمبر 2026، كما دعا المجتمع الدولي إلى دعم عملية السلام ومنع أي محاولات لتقويضها.

خطر العودة إلى دوامة العنف

وأشار غوتيريش إلى أن الأوضاع الحالية تذكر بشكل قاتم بالحربين الأهليتين في 2013 و2016، اللتين أودتا بحياة 400 ألف شخص، وحذر من أن منطقة القرن الإفريقي لا تحتمل صراعاً جديداً، مطالباً بتكثيف الجهود الدبلوماسية والسياسية لدعم الاستقرار في جنوب السودان.

ومع تفاقم الأوضاع الأمنية، أغلقت عدة دول سفاراتها في جوبا، فيما قلّصت المملكة المتحدة والولايات المتحدة طواقمهما الدبلوماسية إلى الحد الأدنى، في خطوة تعكس المخاوف المتزايدة من تصاعد العنف في البلاد.

تصاعد العنف 

وتصاعدت التوترات بين الرئيس سلفا كير ومشار خلال الأشهر الماضية، وبلغت ذروتها في فبراير الماضي، عندما سيطرت جماعة "الجيش الأبيض" المسلحة، الموالية لمشار، على قاعدة عسكرية في ولاية أعالي النيل وهاجمت مروحية تابعة للأمم المتحدة.

وردّت الحكومة بشن غارات جوية، وحذرت المدنيين في المناطق التي تتمركز فيها الجماعة المسلحة بضرورة الإخلاء أو "مواجهة العواقب"، وأسفرت هذه الضربات عن مقتل أكثر من 12 شخصًا منذ منتصف مارس، وسط مخاوف من تصاعد النزاع.

وإلى جانب الأزمة السياسية والأمنية، يعاني جنوب السودان كارثة صحية، إذ أعلنت منظمة اليونيسف أن البلاد تواجه أسوأ تفشٍّ للكوليرا منذ استقلالها عام 2011، مع تسجيل نحو 700 وفاة خلال ستة أشهر، بينهم العديد من الأطفال، ما يفاقم الأوضاع الإنسانية في أحد أفقر بلدان العالم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية