منتدى أممي يدعو للاعتراف بإرث الاستعمار والاستعباد وتبني عدالة تعويضية

منتدى أممي يدعو للاعتراف بإرث الاستعمار والاستعباد وتبني عدالة تعويضية
الجمعية العامة للأمم المتحدة

أطلق منتدى الأمم المتحدة الدائم المعني بالمنحدرين من أصل إفريقي دورته الرابعة بدعوة واضحة إلى الالتزام بإنهاء جميع أشكال العنصرية، ومعالجة الأسباب الجذرية للتفرقة التي لا تزال تنبع من إرث الاستعمار والاستعباد.

وانطلقت الجلسة الافتتاحية يوم الاثنين بعرض فني مؤثر قدّمه فريق غنائي أمريكي مختص بموسيقى الغوسبل، عكس رمزية الارتباط الثقافي العميق بين الموسيقى والنضال ضد العنصرية وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

دعوة لتأمل الإرث المؤلم

أكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيليمون يانغ، أهمية المنتدى في تعميق الحوار حول جراح العبودية وتجارة الرقيق والتمييز العرقي، مشيرًا إلى أن هذه الندوب لم تندمل بعد.

وقال إن المنتدى يمثل منبرًا رئيسيًا لصوت المنحدرين من أصل إفريقي وحقوقهم، مشددًا على أن العالم بحاجة إلى وقفة جادة لمواجهة مظاهر الإقصاء والكراهية.

وأشاد يانغ بإطلاق العقد الدولي الثاني للمنحدرين من أصل إفريقي، معدًّا إياه مؤشرًا على التزام عالمي متجدد نحو العدالة والاعتراف والإنصاف.

تكرار المظالم القديمة

سلط المنتدى الضوء هذا العام على التحديات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، إذ يحمل عنوان دورته: "إفريقيا والمنحدرون من أصل إفريقي: متحدون من أجل العدالة التعويضية في عصر الذكاء الاصطناعي".

وأوضح يانغ أن التقنيات الناشئة قد تُعيد إنتاج التفاوتات الهيكلية إذا لم تُدار بعناية، مضيفًا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون قوة مساواة فقط إن طُوّر بما يعزز حقوق الإنسان ويضمن تكافؤ الفرص.

ونقل رئيس ديوان الأمين العام للأمم المتحدة، إيرل كورتيناي راتراي، رسالة أنطونيو غوتيريش التي أكد فيها استمرار العنصرية كقوة مدمرة للمجتمعات، وأن المنحدرين من أصل إفريقي لا يزالون يواجهون التهميش والعنف والتمييز المؤسسي.

وشدد على ضرورة تطوير أطر قانونية مستندة إلى حقوق الإنسان لمواجهة هذا الظلم، داعيًا إلى إشراك المجتمعات المتضررة بشكل فعّال في تصميم حلول العدالة التعويضية.

ودعا إلى ضمان ألا تُستخدم التكنولوجيا الحديثة، خاصة الذكاء الاصطناعي، كأداة إقصاء جديدة، بل كوسيلة لتعزيز العدالة الرقمية والشمول الاجتماعي.

دعوة للاعتذار والتعويض

وجه مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، رسالة مصوّرة استعرض فيها مرور ستين عامًا على اعتماد الاتفاقية الدولية للقضاء على التمييز العنصري، مؤكدًا أن وعود القضاء على التمييز لم تُحقق بعد.

وقال إن التمييز المنهجي لا يزال يطبع حياة المنحدرين من أصل أفريقي، محذرًا من مساهمة التقنيات الرقمية في تعميق هذا الظلم.

وحث تورك الدول والشركات والمؤسسات الأكاديمية والدينية على الاعتراف بأدوارها في ترسيخ الاستعباد والاستعمار، مؤكدًا أن العدالة التعويضية تبدأ بالاعتراف والاعتذار وتستمر بالإصلاح والتعويض. 

وأشار إلى أن تقريره المقبل إلى مجلس حقوق الإنسان في أيلول/سبتمبر سيركز على العدالة التعويضية، بهدف دفع الجهود الدولية نحو تحقيق التغيير الفعلي.

كشف الفئات المهمّشة

عرضت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، ناتاليا كانيم، دور الصندوق في التصدي لعدم المساواة، موضحة أن الصندوق يعمل على تصنيف البيانات السكانية حسب العرق بهدف تسليط الضوء على الفئات التي تُهمّش عادة.

وأشارت إلى أن 22 دولة في أمريكا اللاتينية والكاريبي أدرجت التعريف الذاتي في التعداد السكاني بدعم من الصندوق.

وكشفت عن جهود الصندوق لمعالجة الفجوات في الصحة الإنجابية، مؤكدة أن النساء والفتيات من أصل إفريقي هنّ الأكثر عرضة لأخطار وفيات الأمهات والحمل المبكر، ما يوجب تدخلاً سريعًا لمعالجة هذا الخلل.

تأسس منتدى الأمم المتحدة الدائم المعني بالمنحدرين من أصل إفريقي لتعزيز المساواة والعدالة ومكافحة العنصرية بجميع أشكالها، ويُعد هذا المنتدى من أبرز المنابر الأممية التي تسلط الضوء على قضايا المنحدرين من أصل إفريقي، ويستند في أعماله إلى إعلان وبرنامج عمل ديربان، وهو الوثيقة الأممية المرجعية لمناهضة العنصرية والتمييز العرقي وكراهية الأجانب.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية