مناقشات دولية حول إعلان الأمم المتحدة لاحترام وحماية المنحدرين من أصل إفريقي

مناقشات دولية حول إعلان الأمم المتحدة لاحترام وحماية المنحدرين من أصل إفريقي
مجلس حقوق الإنسان الأممي - أرشيف

قدم الفريق العامل الحكومي الدولي المعني بالتنفيذ الفعال لإعلان وبرنامج عمل ديربان إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة تقريراً مرحلياً عن وضع مشروع إعلان الأمم المتحدة بشأن احترام وحماية وإعمال حقوق الإنسان للمنحدرين من أصل إفريقي، عملاً بقرار الجمعية العامة 234/78، الذي طلب فيه إلى الفريق العامل أن يخصص ما لا يقل عن نصف دورته السنوية لوضع المشروع.

جاء ذلك في التقرير المرحلي للفريق العامل الحكومي الدولي المعني بالتنفيذ الفعال لإعلان وبرنامج عمل ديربان بشأن وضع مشروع إعلان الأمم المتحدة المتعلق باحترام وحماية وإعمال حقوق الإنسان للمنحدرين من أصل إفريقي، المقدم لمجلس حقوق الإنسان في دورته الـ58 التي تتواصل فعاليتها حتى 4 أبريل المقبل، واطلع "جسور بوست" على نسخة منه. 

وقرر الفريق العامل أن المناقشات بشأن مشروع الإعلان عملية مستمرة وستستمر خلال دوراته، ولن يمنع ذلك القرار الفريق العامل من معاودة النظر في فقرات مشروع الإعلان واقتراح تغييرات جديدة خلال دوراته المقبلة.

وعبر ممثل الأرجنتين، متكلماً أيضاً باسم الإكوادور والبرازيل وبنما وبيرو وشيلي وغواتيمالا وكوستاريكا وكولومبيا والمكسيك، عن تأييد تلك الدول تأييداً كاملاً لجهود الفريق العامل الرامية إلى إعداد مشروع إعلان، وعلى الرغم من أن الدول المذكورة لم تتبنَ بعدُ موقفاً محدداً بشأن النص، فقد أعربت بما لا يتعارض مع إصدار أي حكم نهائي في هذا الشأن، عن التزامها القاطع بصياغة إعلان بشأن حقوق المنحدرين من أصل إفريقي. 

ورحبت كولومبيا بمبادرة صياغة إعلان للأمم المتحدة بشأن حقوق المنحدرين من أصل إفريقي، بما في ذلك الحقوق الفردية والجماعية، وإمكانية اللجوء إلى العدالة، والذاكرة الجماعية، والعلاقة بالأرض. مشيرة إلى أن الإعلان ينبغي أن ينص على تقديم تعويضات كافية مع مراعاة التحديات الحالية التي يواجهها المنحدرون من أصل إفريقي.

وذكر ممثل الولايات المتحدة الأمريكية أن بلده ملتزم بالنهوض بحقوق المنحدرين من أصل إفريقي، وبتفكيك الآثار العميقة الجذور للعنصرية النظمية، بما في ذلك المخلفات المؤسسية للرق عبر المحيط الأطلسي، وبتحقيق المساواة والعدالة العرقيتين للمنحدرين من أصل إفريقي.

ورحبت البرازيل بكون الهدف الرئيسي للإعلان يتمثل في بناء القدرات القانونية والسياسية والمؤسسية اللازمة لتعزيز حقوق الإنسان الواجبة للمنحدرين من أصل إفريقي.

وشددت على أن النص ينبغي أن يتضمن إجراءات لتعزيز قدرة الدول على مكافحة العنصرية وتشجيع المساواة، وأن يهدف إلى ضمان الحقوق الأساسية والمساواة في الحصول على السلع والخدمات العامة وتكافؤ الفرص. 

وأثنت فنزويلا على الوثيقة التحضيرية، وقال ممثل الاتحاد الروسي إن النص يتطلب تنقيحاً دقيقاً ومناقشات، وشدد ممثلو المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على ضرورة استخدام لغة توافقية مستمدة من إعلان وبرنامج عمل ديريان أو غيرهما من الوثائق ذات الصلة عندما لا يكون هناك توافق في الآراء بين الدول.

وأكد ممثلو جنوب إفريقيا وكوبا ونيجيريا، ضرورة وضع لغة قوية جديدة عند الاقتضاء. وأشارت ممثلة كوبا إلى أن الإعلان الجديد لا ينبغي أن يكون مجرد تكرار للغة المستخدمة في وثائق سابقة. وقالت ممثلة البرازيل إن القصد من هذه الممارسة هو تعزيز اللغة من أجل اعتماد تدابير عملية أكثر لتحسين حالة حقوق الإنسان للمنحدرين من أصل إفريقي. 

واقترح ممثلا فنزويلا وكوبا إجراء مناقشة متعمقة بشأن مصطلحات محددة، مثل كراهية الأفارقة والمنحدرين من أصل إفريقي وأشكال التمييز المتقاطعة، بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن هذه المفاهيم.

وأشار فريق الخبراء العامل المعني بالمنحدرين من أصل إفريقي، إلى أن العنوان الأولي لمشروع الإعلان لا يمثل سوى شكلين من التزامات حقوق الإنسان، هما التعزيز والاحترام، وقال إن الالتزامات بالحماية والإعمال تستحق أيضاً أن تدرج في العنوان. فإما أن يكون العنوان ببساطة إعلان حقوق المنحدرين من أصل إفريقي أو أن يتضمن جميع الالتزامات، بما في ذلك الحماية والإعمال.

وناقشت الدول الأعضاء الاقتراح واتفقت على تعديل العنوان ليصبح مشروع إعلان الأمم المتحدة بشأن احترام وحماية وإعمال حقوق الإنسان للمنحدرين من أصل إفريقي. 

ورحب ممثل جنوب إفريقيا بالوثيقة التحضيرية للرئيسة، ولا سيما بإدراج مسألة التعويضات عن جرائم الماضي في مشروع الإعلان، وأشار في الوقت نفسه إلى معارضة بعض الدول المستعمرة السابقة للتطرق إلى هذه المسألة. 

وأكد ممثلو كل من إكوادور وإيران وبوليفيا والجزائر وجنوب إفريقيا والصين وفنزويلا وكوبا وكولومبيا ومصر ونيكاراغوا ودولة فلسطين، أهمية الانتصاف من تركات وآثار الاستعمار والاسترقاق، وأشاروا إلى المسؤولية عن التعويض عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتُكبت في الماضي. 

وقالت مجموعة الدول الإفريقية إن الأفارقة والمنحدرين من أصل إفريقي هم ضحايا الاستعمار والاسترقاق، وما زالوا يعانون عواقبهما الدائمة، ولذلك فإن المجموعة تدعو إلى إدراج مصطلحَي "الأفارقة" و"المنحدرين من أصل إفريقي" في تعريف كراهية الأفارقة" في مشروع الإعلان.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية