الأمم المتحدة تتوقع عودة أكثر من مليوني نازح للخرطوم خلال 6 أشهر

أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أنها تتوقع عودة أكثر من مليوني نازح إلى العاصمة السودانية الخرطوم خلال الأشهر الستة المقبلة، إذا سمحت الظروف الأمنية بذلك. 

تأتي هذه التوقعات في وقت يواجه فيه السودان أزمة إنسانية حادة، إذ خلفت الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، إلى جانب عشرات الآلاف من القتلى، وفق وكالة "فرانس برس".

وقال محمد رفعت، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان، في حديثه للصحفيين في جنيف، إن المنظمة تتوقع أن يعود نحو 2.1 مليون شخص إلى الخرطوم في الأشهر الستة المقبلة. 

وأضاف أن هذا التقدير يعتمد على أعداد النازحين الذين غادروا العاصمة مع بداية الصراع. وذكر رفعت أن 31% من النازحين داخليًا في السودان يأتون من الخرطوم، ما يعزز التوقعات بعودة نصفهم تقريبًا.

تحديات إعادة الإعمار

وأوضح رفعت أن العودة إلى الخرطوم ستكون مشروطة بتوافر الأوضاع الأمنية المناسبة وتوافر الخدمات الأساسية في المدينة، مشيرًا إلى أن جزءًا من الخرطوم قد تم تنظيفه لكن عملية إعادة إعمار المدينة ستستغرق وقتًا أطول. 

وأشار إلى أن شبكة الكهرباء في الخرطوم دُمرت بالكامل، مما يعقد عملية العودة بشكل كبير.

وحذر رفعت من أن العودة إلى الخرطوم لن تعني نهاية الحرب، حيث لا يزال آلاف النازحين في مناطق أخرى من السودان، خاصة في إقليم دارفور، ودعا إلى ضرورة توقف الصراع في البلاد، مؤكدًا أن هذا الأمر يستدعي جهودًا جماعية لوقف القتال.

تلبية الاحتياجات الإنسانية

في السياق نفسه، أكد رفعت أن الأموال التي تم جمعها لمساعدة السودان على تلبية احتياجاته الإنسانية لم تكن كافية، مشيرًا إلى أن المنظمة الدولية للهجرة كشفت عن خطة استجابة تحتاج إلى 29 مليون دولار للوصول إلى نصف مليون شخص في الخرطوم، بما في ذلك العائدين.

ومع تحسن الأوضاع الأمنية في الخرطوم، تتزايد الآمال في قدرة النازحين على العودة إلى ديارهم، لكن تحديات كبيرة لا تزال قائمة من حيث توفير الخدمات الأساسية وتوفير بيئة آمنة للعودة.