«نادي الأسير»: التعذيب الإسرائيلي بحق السجناء يفوق تصور العقل البشري
«نادي الأسير»: التعذيب الإسرائيلي بحق السجناء يفوق تصور العقل البشري
اتهم رئيس نادي الأسير الفلسطيني، عبد الله زغاري، السلطات الإسرائيلية بشن حرب موازية داخل السجون، إلى جانب الحرب المستمرة على غزة والضفة الغربية، مؤكدًا أن وسائل التعذيب المستخدمة بحق الأسرى تفوق تصور العقل البشري، وتشمل الاغتصاب والتحرش والتعرية والضرب المتواصل، خاصة بحق أسرى قطاع غزة.
في مدينة البيرة بالضفة الغربية، قال الزغاري في تصريحات صحفية الخميس إن يوم الأسير الفلسطيني هذا العام يأتي في ظل تصاعد غير مسبوق في الجرائم والانتهاكات داخل السجون، التي تحولت إلى "كوارث حقيقية" بفعل سياسات القتل البطيء والعزل الطبي والنفسي، وفق وكالة أنباء الأناضول.
17 ألف معتقل من الضفة
وأشار الزغاري إلى أن سلطات إسرائيل اعتقلت منذ 7 أكتوبر 2023 نحو 17 ألف فلسطيني من الضفة الغربية، من بينهم شرقي القدس، بالإضافة إلى 15 ألفًا من قطاع غزة، لا يزال غالبيتهم يواجهون الإخفاء القسري.
ووصل عدد المعتقلين في السجون الإسرائيلية إلى نحو 10 آلاف أسير، بينهم 29 امرأة و400 طفل، إلى جانب تصاعد في أوامر الاعتقال الإداري التي بلغت 11 ألفًا بين جديدة ومتجددة.
لفت رئيس نادي الأسير إلى أن عمليات الاعتداء الوحشية لم تتوقف، بل استهدفت جميع الأسرى، الجدد منهم والقدامى، وهو ما أدى إلى استشهاد عشرات الأسرى خلال الأشهر الـ18 الماضية، آخرهم الطفل وليد أحمد من بلدة سلواد شرقي رام الله، نتيجة التعذيب والتجويع وغياب الرعاية الطبية.
وكشف الزغاري عن ظروف صحية "كارثية" يعيشها الأسرى داخل المعتقلات، حيث انتشر مرض الجرب بين آلاف الأسرى نتيجة غياب الرقابة وحرمانهم من أبسط مقومات الرعاية الصحية، كما أشار إلى أن سياسة العزل الجماعي والفردي حوّلت حياة الأسرى إلى "جحيم لا يُطاق".
معتقلات سرية
قال الزغاري إن السلطات الإسرائيلية تخفي معلومات عن أسرى من غزة قُتلوا في المعتقلات السرية، لا سيما في "سدي تيمان" بصحراء النقب، دون الإفصاح عن مصيرهم.
وأضاف أن إسرائيل تدير "حربًا صامتة" داخل السجون تتوازى مع الإبادة الجماعية في غزة، وأن الأسرى أصبحوا يرددون شعار "الداخل مفقود والخارج مولود".
اتهم الزغاري دولًا كبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، بالتواطؤ مع السلطات الإسرائيلية وتوفير غطاء سياسي وقانوني لجرائمها، مؤكدًا أن المنظومة الدولية تتقاعس عن توفير الحماية للأسرى الفلسطينيين رغم وجود قرارات من مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان لم تُنفذ بسبب "الفيتو الأمريكي".
وصايا من خلف القضبان
أشار الزغاري إلى أن عددًا من الأسرى باتوا يرسلون وصاياهم لأهاليهم، مؤكدين أنهم "شهداء مع وقف التنفيذ"، نتيجة ما يتعرضون له من تعذيب، وعزل، وحرمان طبي ونفسي، كما دعا المؤسسات الحقوقية الدولية لتشكيل لجنة تحقيق تزور السجون وتكشف عن حجم الانتهاكات.
يحيي الفلسطينيون منذ عام 1974 "يوم الأسير الفلسطيني" في 17 أبريل من كل عام، بفعاليات تُكرّس لتسليط الضوء على معاناة المعتقلين، ويأتي إحياء الذكرى هذا العام بينما تواصل إسرائيل عدوانها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 51 ألف فلسطيني وإصابة عشرات الآلاف، إلى جانب تصاعد الاعتداءات في الضفة الغربية والقدس والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 950 فلسطينيًا واعتقال أكثر من 16 ألفًا و400 شخص.