مسيرة لحركة «أوقفوا النفط» في لندن وسط استمرار اعتقال نشطائها

مسيرة لحركة «أوقفوا النفط» في لندن وسط استمرار اعتقال نشطائها
مسيرة لحركة «أوقفوا النفط» في لندن

نظم ناشطون من حركة "جاست ستوب أويل" البيئية البريطانية مسيرتهم الأخيرة، السبت، في شوارع لندن، احتجاجًا على استمرار الاعتماد على مشاريع النفط والغاز رغم التحذيرات المناخية، وسط أجواء هادئة شارك فيها بضع مئات من المتظاهرين.

وانطلق المشاركون من مبنى البرلمان البريطاني متوجهين نحو مقر شركة "شل" العملاقة للنفط والغاز، حيث خلعوا ستراتهم البرتقالية المميزة، كاشفين عن قمصان تحمل علامة استفهام، في حين رفعوا لافتة ضخمة كتب عليها "لقد أحدثنا تأثيرًا، فماذا فعلتم؟"، في رسالة حادة موجهة إلى السلطات والشركات الكبرى، بحسب ما أفادت به وكالة فرانس برس، اليوم الأحد.

وأبرزت المسيرة الطابع السلمي لتحرك الحركة الذي يأتي بعد سلسلة أنشطة مثيرة للجدل، أبرزها رمي الحساء على لوحات فنية شهيرة، ما أثار ضجة عالمية وفتح نقاشًا واسعًا حول أساليب النضال البيئي وحدودها.

إنهاء التحركات بعد تعهد حكومي

أعلنت حركة "جاست ستوب أويل" رسميًا في مارس الماضي نيتها وقف أنشطتها الصادمة للرأي العام، بعدما التزمت حكومة حزب العمال الجديدة بوقف جميع مشاريع النفط والغاز الجديدة في المملكة المتحدة.

وضعت الحركة بذلك حدًا لسلسلة من التحركات التي بدأت عام 2022، وشملت إغلاق طرق سريعة، تعطيل حركة النقل، والقيام بأعمال رمزية في المتاحف الكبرى، ما وضعها في مواجهة دائمة مع الحكومات البريطانية المتعاقبة.

وتوقف المتظاهرون أمام مقر محكمة الاستئناف في منتصف المسيرة، حيث رفعوا صور النشطاء الذين يقبعون حاليًا في السجون البريطانية بعد تأييد المحكمة لأحكام السجن بحقهم في مارس.

وندد المنظم البارز تيم كروسلاند بما سماه "محاكمة صورية"، منتقدًا بشدة ما وصفه بالتصعيد القضائي غير المسبوق بحق مناضلين بيئيين يسعون لحماية مستقبل الكوكب.

الاعتقالات وضغوط السجن

تقبع اليوم 11 ناشطًا من حركة "أوقفوا النفط" خلف القضبان، بينهم المؤسس المشارك للحركة روجر هالام، فيما يستعد خمسة آخرون لدخول السجن الشهر المقبل، ليصل العدد الكلي إلى أكثر من 3300 ناشط تم توقيفهم منذ انطلاق الحملة في عام 2022.

عبرت مقدمة الرعاية البالغة 61 عامًا جيلي روبنسون، خلال مشاركتها بالمسيرة، عن أسفها العميق قائلةً: "يجب أن يكون القانون إلى جانبنا لأننا نسعى إلى الحفاظ على سلامة الجميع"، مضيفة أنها تشعر بـ"خوف شديد" من رؤية المزيد من النشطاء يزج بهم خلف القضبان بسبب جهودهم لحماية البيئة.

وأكدت المتحدثة باسم الحركة ميل كارينغتون، أن "القمع القضائي" جعل من التعبئة الشعبية أمرًا أكثر صعوبة، مشيرة إلى أن السياق الدولي تغيّر كثيرًا، خاصة مع عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي اتخذ إجراءات معاكسة لمكافحة تغير المناخ.

وأوضحت كارينغتون أن حركة "جاست ستوب أويل" على وشك إنهاء تحركاتها الميدانية، لكنها تعهدت بالاستمرار في دعم النشطاء المعتقلين وتطوير استراتيجية جديدة للمستقبل بالتعاون مع حركات العصيان المدني الأخرى التي تشاركها نفس الأهداف البيئية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية