«الصحة العالمية» تتحرك لمنع العاملين الصحيين من ممارسة ختان الإناث

مدونة سلوك مرتقبة

«الصحة العالمية» تتحرك لمنع العاملين الصحيين من ممارسة ختان الإناث
طاقم طبي أثناء الكشف على إحدى الفتيات

كشفت منظمة الصحة العالمية، الاثنين، عن نيتها وضع مدونة سلوك جديدة تحظر على العاملين في مجال الصحة ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث)، الذي لا يزال يؤثر على نحو أربعة ملايين فتاة سنويًا.

أصدرت المنظمة مبادئ توجيهية تهدف إلى إنهاء هذه الممارسة المؤلمة، مسلطة الضوء على الدور المحوري للعاملين الصحيين في الكشف عن حالات الختان ودعم الناجيات منه، ورغم الجهود المبذولة، كشفت المنظمة عن أدلة دامغة تشير إلى أن عاملين صحيين في بعض المناطق يجرون هذه العمليات، بدلًا من المجتمعات المحلية، وفق فرانس برس.

صرّحت رئيسة قسم الصحة الجنسية والبحوث في منظمة الصحة العالمية، باسكال ألوتي، بأن "تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية يُعدّ انتهاكًا جسيمًا لحقوق الفتيات ويعرّض صحتهن لمخاطر بالغة"، مشددةً على ضرورة أن يكون العاملون الصحيون عناصر فاعلة في التغيير، لا مرتكبين لهذه الممارسة الضارة، مع تقديم رعاية طبية عالية الجودة للمتضررات.

مخاطر تهدد الملايين

كشفت هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن نحو 230 مليون فتاة وامرأة على قيد الحياة اليوم قد خضعن لهذه الممارسة، وغالبًا ما يتم الختان للفتيات قبل سن البلوغ.

وعلى الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة لإنهاء هذه العادة المؤلمة المرتبطة بأعراف ثقافية قديمة دون أي فوائد صحية، فإن الخطر لا يزال يتهدد ملايين الفتيات.

أوضحت منظمة الصحة العالمية أن احتمالية تعرض الفتاة لتشويه الأعضاء التناسلية انخفضت بمقدار ثلاثة أضعاف منذ عام 1990، ومع ذلك، لا تزال هذه الممارسة سائدة في نحو 30 دولة، ويظل نحو 4 ملايين فتاة معرضات للخطر سنويًا.

تحذير من إضفاء الشرعية

حذرت المنظمة من أن قيام العاملين الصحيين بإجراء هذه العمليات يضفي "مشروعية غير مقصودة" عليها، ما يعرقل جهود القضاء النهائي على هذه الظاهرة المؤذية.

دعت منظمة الصحة العالمية إلى إدراج حظر صريح على ممارسة ختان الإناث ضمن مدونات السلوك المهنية للعاملين الصحيين، وقالت العالمة كريستينا باليتو، التي قادت تطوير هذه المدونة، إن "البحوث أظهرت أن المتخصصين في مجال الصحة يمكن أن يكونوا قادة رأي مؤثرين في تغيير المواقف تجاه تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية".

وأكدت باليتو أن إشراك الأطباء والممرضات والقابلات يجب أن يكون محورًا أساسيًا في منع هذه الممارسة ومكافحتها، مشددة على أهمية تحمّل العاملين الصحيين لدور قيادي في التغيير الاجتماعي والصحي في مجتمعاتهم.

ختان الإناث

يُعد ختان الإناث، أو ما يعرف بتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، ممارسة ضارة تؤدي إلى أضرار صحية ونفسية خطيرة على الفتيات والنساء، طبيًا، يمكن أن يسبب الختان مضاعفات فورية مثل النزيف الحاد، الالتهابات، والصدمة، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة. 

وعلى المدى البعيد، يرتبط بختان الإناث بزيادة خطر الإصابة بالعقم، ومضاعفات أثناء الحمل والولادة، وآلام مزمنة، واضطرابات الدورة الشهرية.

نفسيًا، يعاني العديد من الناجيات من آثار صدمة دائمة، تشمل القلق، والاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة، كما يؤثر ختان الإناث سلبًا على الحياة الجنسية للمرأة، مما يترك تداعيات عميقة على صحتها النفسية والاجتماعية.

يذكر أن ختان الإناث ممارسة لا تحقق أي فوائد طبية، بل تُعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، وتقوض حق الفتيات والنساء في الصحة والأمان والكرامة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية