الأمم المتحدة: وفاة أكثر من 72 ألف مهاجر خلال العقد الأخير
الأمم المتحدة: وفاة أكثر من 72 ألف مهاجر خلال العقد الأخير
كشفت الأمم المتحدة عن حصيلة مأساوية لضحايا الهجرة خلال العقد الأخير، حيث لقي أكثر من 72 ألف شخص حتفهم أو فُقدوا أثناء محاولاتهم عبور طرق الهجرة في مختلف أنحاء العالم، معظمهم من بلدان تشهد أزمات عنيفة ونزاعات حادة، وفق تقرير أصدرته المنظمة الدولية للهجرة.
وأعلنت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، إيمي بوب، أن عام 2023 وحده شهد مصرع أكثر من 8938 مهاجرًا، ما يجعله العام الأكثر دموية على الإطلاق منذ بدء رصد الوفيات عام 2014، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، الثلاثاء.
وأكدت أن هذه الأرقام تعكس الخيارات المستحيلة التي يواجهها كثير من البشر في ظل انعدام الأمن وتدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية، حيث يُجبرون على المخاطرة بحياتهم بحثًا عن ملاذ آمن أو مستقبل أفضل.
ليبيا وإيران وبورما
جاء في التقرير أن أكثر من نصف الوفيات وقعت في دول تعاني من أزمات مزمنة أو كوارث طبيعية، أبرزها ليبيا وإيران وبورما، حيث يُجبر الناس على الفرار في ظروف خطرة، وغالبًا دون أي حماية قانونية.
وأظهر التقرير أن واحدًا من كل أربعة مهاجرين قضى أو فُقد كان ينتمي إلى بلد يشهد أزمة إنسانية مستمرة، مثل أفغانستان وسوريا ومجتمع الروهينغا في بورما.
وأوضحت المنظمة الدولية للهجرة أن ما يزيد عن 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من إحدى الدول الأربعين التي صنّفتها الأمم المتحدة ضمن خطط الاستجابة الإنسانية أو خطط الطوارئ للأزمات، مما يكشف عن فشل خطير في تأمين ممرات آمنة أو بدائل قانونية للهجرة.
وحثّت إيمي بوب المجتمع الدولي على الاستثمار في الاستقرار والتنمية في مناطق المنشأ لضمان أن تكون الهجرة خيارًا طوعيًا وليس ضرورة مفروضة، مؤكدة أن "عندما لا يعود البقاء ممكنًا، يجب توفير طرق قانونية ومنظمة لحماية أرواح المهاجرين".
البحر المتوسط والصحراء
أظهر التقرير أن المنطقة الوسطى من البحر الأبيض المتوسط تعد الأخطر عالميًا، حيث فُقد نحو 25 ألف شخص خلال العقد الماضي، من بينهم أكثر من 12 ألفًا بعد مغادرتهم السواحل الليبية، أما الصحراء الكبرى فتمثل أحد أكثر المسارات دموية وغموضًا، إذ يصعب حصر أعداد المفقودين فيها بسبب غياب البيانات وتفشي الفوضى في مناطق العبور.
سجل التقرير مصرع أكثر من 5 آلاف شخص من أفغانستان، التي تعيش أزمة إنسانية عميقة تفاقمت منذ عودة حركة طالبان إلى الحكم عام 2021.
كما قُتل أكثر من 3100 من أفراد الروهينغا خلال محاولاتهم الهرب من الاضطهاد في بورما، غالبًا عبر زوارق متهالكة تغرق بهم في عرض البحر أو خلال الفرار نحو بنغلادش.
أرقام غير مكتملة ونداء أخير
اختتمت جوليا بلاك، منسقة مشروع "المهاجرين المفقودين" في المنظمة الدولية للهجرة، بالتحذير من أن العدد الحقيقي للضحايا أعلى بكثير من المعلن بسبب نقص الإبلاغ، خصوصًا في مناطق النزاعات والحروب.
وشددت المسؤولة الأممية ضرورة تحسين آليات جمع البيانات والتعاون الدولي لإنهاء هذه المأساة.