تحذيرات أممية من تصاعد الكلفة الإنسانية في أوكرانيا وسط تراجع التمويل
تحذيرات أممية من تصاعد الكلفة الإنسانية في أوكرانيا وسط تراجع التمويل
عقد مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، جلسة خاصة لمناقشة تطورات الحرب في أوكرانيا، التي تدخل عامها الثالث وسط ما وصفته الأمم المتحدة بـ"نقطة تحول محتملة".
وشهد الاجتماع دعوات دولية إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، مع التأكيد على ضرورة احترام السيادة الأوكرانية والقانون الدولي وتحذيرات من تصاعد الكلفة الإنسانية للحرب وسط تراجع التمويل، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وقالت روز ماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، إن الأسابيع الماضية شهدت جهوداً مكثفة لجمع روسيا وأوكرانيا إلى طاولة المفاوضات، معتبرةً أن هذه المبادرات تمنح بصيص أمل نحو تسوية سلمية محتملة.
وشددت على أن الهجمات على المدن والبلدات الأوكرانية مستمرة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى المدنيين، فضلاً عن تدمير واسع للبنية التحتية المدنية. كما لفتت إلى تقارير إعلامية أفادت بوقوع ضحايا مدنيين في روسيا نتيجة قصف أوكراني مزعوم.
الحرب تهدد النظام الدولي
أدانت ديكارلو جميع الهجمات التي تطول المدنيين والمرافق المدنية، مؤكدة أن الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا يمثل تحدياً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة، ويهدد الاستقرار في أوروبا والنظام الدولي الأوسع.
وأضافت: "فيما نقترب من الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، نؤكد مجدداً مركزية القانون الدولي في حماية السلم والأمن"، مشددة على أن الحرب في أوكرانيا اختيارية ويجب إنهاؤها فوراً.
ومن جانبها، قالت جويس مسويا، المسؤولة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، إن الأوضاع الإنسانية في أوكرانيا تدهورت بشكل ملحوظ منذ تقارير المكتب الأخيرة في مارس وأبريل، مشيرة إلى أن الهجمات المتواصلة تواصل قتل وإصابة المدنيين، ومن بينهم أطفال.
وعبرت عن قلق خاص من استخدام الذخائر العنقودية بسبب عشوائيتها وآثارها طويلة المدى، ودعت إلى حماية المدنيين والعاملين في المجالين الإنساني والطبي.
تراجع التمويل الإنساني
أشارت مسويا إلى أن نقص التمويل دفع الأمم المتحدة وشركاءها إلى إعادة ترتيب أولويات خطة الاستجابة الإنسانية في أوكرانيا، للتركيز على إيصال مساعدات منقذة للحياة إلى 4.8 مليون شخص هذا العام، مع الحاجة إلى تمويل يقدر بـ1.75 مليار دولار.
ودعت مجلس الأمن إلى زيادة الدعم المالي وضمان حماية المدنيين، مؤكدة أن تحقيق السلام العادل هو الطريق الوحيد لإنهاء هذه المأساة المستمرة.
الحرب الروسية الأوكرانية
اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022 عندما شنت روسيا غزواً واسع النطاق على أوكرانيا، بعد أشهر من تصعيد التوترات السياسية والعسكرية.
وبررت موسكو الهجوم بما وصفته بـ"أسباب أمنية" ودعم "الجمهوريات الانفصالية" في دونيتسك ولوغانسك شرقي أوكرانيا، في حين عد المجتمع الدولي الغزو انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وسيادة أوكرانيا.
ومنذ ذلك الحين، دخل النزاع مرحلة دامية شملت هجمات على المدن والبنية التحتية، ونزوح ملايين المدنيين داخل البلاد وخارجها، وتدهوراً إنسانياً واسعاً، وفرض الغرب عقوبات غير مسبوقة على موسكو، في حين قدم دعماً عسكرياً واقتصادياً لأوكرانيا، وعلى الرغم من محاولات التفاوض، لا تزال العمليات العسكرية مستمرة وسط تحذيرات أممية من تصاعد الكلفة البشرية وتداعيات الحرب على الأمن العالمي.