"مفوضية اللاجئين": أفغانستان على شفا كارثة إنسانية مع تصاعد عودة المهاجرين
"مفوضية اللاجئين": أفغانستان على شفا كارثة إنسانية مع تصاعد عودة المهاجرين
حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من اقتراب أفغانستان من كارثة إنسانية جديدة، في ظل إجبار عشرات الآلاف من اللاجئين على العودة من الدول المجاورة، خاصة باكستان وإيران، دون ضمانات بالأمن أو الكرامة.
أكد المتحدث باسم المفوضية، بابار بالوش، في مؤتمر صحفي بجنيف، الثلاثاء، أن عمليات الترحيل أو الضغط على اللاجئين للعودة تُعد ممارسات غير مستدامة، منبهاً إلى أنها قد تزعزع الاستقرار الإقليمي وتضع أرواح الكثيرين في مهب الخطر، خصوصاً في غياب الظروف المناسبة للعودة الطوعية والآمنة، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
النساء في قلب التهديد
أعرب بالوش عن قلق المفوضية من تعرّض العائدين لأخطار جسيمة، ولا سيما النساء والفتيات، في ظل القيود المتزايدة المفروضة عليهن في أفغانستان، سواء في ما يتعلق بالتعليم، أو العمل، أو حرية التنقل، كما حذّر من تعرض الأقليات العرقية والدينية، والمدافعين عن حقوق الإنسان، والصحفيين، وغيرهم، لأخطار كبيرة عند عودتهم.
ولفتت المفوضية إلى أن هذه العودة القسرية تأتي في وقت تعاني فيه أفغانستان أزمة إنسانية خانقة، وسط انتشار الفقر، وارتفاع معدلات البطالة، وزيادة الكوارث الطبيعية والظروف المناخية القاسية، ما يزيد من هشاشة الوضع المعيشي للعائدين ويهدد بموجات نزوح داخلي جديدة.
وكشفت المفوضية أن أكثر من 3.4 مليون أفغاني عادوا أو رُحِّلوا قسراً منذ عام 2023، بينهم 1.5 مليون خلال عام 2024 فقط، وفي أبريل الماضي، عاد نحو 251 ألف أفغاني في ظروف صعبة من إيران وباكستان، من بينهم أكثر من 96 ألفاً تم ترحيلهم.
نداء عاجل للمساعدة
سعت المفوضية بشكل عاجل إلى تأمين تمويل إضافي بقيمة 71 مليون دولار على مدى تسعة أشهر، بهدف دعم العائدين ببرامج الإغاثة الأساسية، وتوفير المساعدة النقدية، والسفر، والوصول إلى الخدمات وسبل العيش، مع التركيز على النساء والفتيات الأكثر تضرراً.
تستضيف باكستان وإيران منذ عقود ملايين اللاجئين الأفغان، ممن فرّوا من الصراعات المتكررة في بلادهم، ومع تصاعد الضغوط السياسية والاقتصادية، بدأت موجات ترحيل قسرية تزايدت حدتها منذ 2023.
ويأتي ذلك وسط تحذيرات دولية من أن هذه السياسات ستزيد من معاناة المدنيين وستقوّض الاستقرار الإقليمي في جنوب آسيا.