"الغارديان": الأمم المتحدة تقلص مساعداتها لأوكرانيا جراء تراجع التمويل الدولي

"الغارديان": الأمم المتحدة تقلص مساعداتها لأوكرانيا جراء تراجع التمويل الدولي
آثار الحرب في أوكرانيا

قلّصت الأمم المتحدة نطاق عملياتها الإنسانية في أوكرانيا، نتيجة الانخفاض الحاد في التمويل المخصص للمساعدات، بحسب ما أعلنت مسؤولة أممية أمام مجلس الأمن، يوم الثلاثاء، في ظل تصاعد الاحتياجات الميدانية وغياب الاستجابة الدولية الكافية.

وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الأربعاء، أن جويس مسويا، من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أوضحت أن المنظمة الدولية كانت قد أطلقت نداءً إنسانيًا في يناير لجمع 2.63 مليار دولار لمساعدة 6 ملايين شخص داخل أوكرانيا، لكنها لم تتلقَ سوى جزء محدود من هذا التمويل، وأضافت أن الأمم المتحدة وشركاءها اضطروا إلى تقليص عدد المستفيدين إلى 4.8 مليون شخص، عبر خطة مخفّضة بميزانية تبلغ 1.75 مليار دولار فقط.

 الفئات الأكثر ضعفًا

أكدت مسويا أن جهود الاستجابة ستركّز على أربع أولويات عاجلة، تشمل دعم المدنيين القريبين من خطوط المواجهة، وتنفيذ عمليات الإجلاء، وتقديم استجابات طارئة بعد الضربات، ومساعدة النازحين داخليًا، وحذّرت من أن نقص التمويل قد يعرّض حتى عمليات إنقاذ الأرواح الأساسية للخطر، في وقت يُقدّر فيه عدد المحتاجين للمساعدة بنحو 12.7 مليون شخص.

الانسحاب من الوساطة

وحذّر وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، من احتمال انسحاب بلاده من دور الوساطة في النزاع بين روسيا وأوكرانيا، إذا لم يقدّم الطرفان مقترحات ملموسة لإنهاء الحرب، وقالت المتحدثة باسم الخارجية، تامي بروس، إن الإدارة الأمريكية بدأت تفقد صبرها، في وقت لم تُحرز فيه أي اختراق سياسي رغم الوعود المبكرة من الرئيس ترامب بإنهاء الحرب خلال أول 24 ساعة من ولايته.

زيلينسكي يرفض التنازلات 

ورفض الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، خلال قمة عقدت في بولندا، أي حديث عن تقديم تنازلات إقليمية لإنهاء الحرب، قائلاً: "نريد نهاية عادلة دون مكافآت لبوتين ودون التنازل عن أي أراضٍ"، وجاء ذلك بعد تسريبات عن اقتراح أمريكي بتجميد خطوط القتال والقبول بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم.

أزمة إنسانية متفاقمة

تواجه أوكرانيا أزمة إنسانية متفاقمة مع استمرار الحرب الروسية، وسط تحديات متزايدة في تأمين التمويل الدولي وتراجع الدعم الغربي مقارنة بالسنوات الأولى من النزاع، وعلى الصعيد العسكري، تشهد الجبهات تصعيدًا متقطعًا، في وقت تتكثف فيه الجهود السياسية الدولية بحثًا عن مخرج دبلوماسي ينهي الحرب الممتدة منذ أكثر من عامين.

تواجه المنظومة الإنسانية الدولية أزمة تمويل متفاقمة، نتيجة تراجع مساهمات عدد من كبار المانحين التقليديين، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، فقد أدّت التحولات السياسية والاقتصادية العالمية إلى خفض ميزانيات المساعدات الخارجية، إذ خفّضت إدارة الرئيس دونالد ترامب تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بنسبة 83%، وتُعد هذه الوكالة أكبر ممول منفرد للمساعدات الإنسانية حول العالم، حيث تدير أكثر من 40% من حجم التمويل الدولي بميزانية سنوية تبلغ 42.8 مليار دولار، وترك هذا التراجع فجوات كبيرة في الاستجابة للأزمات الممتدة، مثل الحرب في أوكرانيا، ما دفع الأمم المتحدة لإعادة ترتيب أولوياتها وتقليص نطاق تدخلاتها، وسط تنامي الاحتياجات الإنسانية عالميًا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية