الصين تشدد على أهمية علاقاتها بأوروبا وسط توترات تجارية مع واشنطن
الصين تشدد على أهمية علاقاتها بأوروبا وسط توترات تجارية مع واشنطن
أكدت الحكومة الصينية، اليوم الأربعاء، أن علاقاتها المتنامية مع الاتحاد الأوروبي تُمثل ركيزة من ركائز الاستقرار في الاقتصاد العالمي، في ظل استمرار الحرب التجارية المحتدمة مع الولايات المتحدة، والتي ألقت بظلالها الثقيلة على الأسواق الدولية وسلاسل التوريد.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن المتحدث باسم الخارجية الصينية، غوه جياكون، تأكيده خلال مؤتمر صحفي دوري أن "الصين والاتحاد الأوروبي، ومن خلال الدفاع المشترك عن النظام التجاري متعدد الأطراف، سيوفران استقرارًا ثمينًا ووضوحًا أكبر في الاقتصاد والتجارة العالميين"، وفق تعبيره.
وواجهت كل من بكين وبروكسل خلال الأشهر الأخيرة ضغوطًا متزايدة من قبل الإدارة الأمريكية، التي صعّدت من سياساتها الحمائية وفرضت تعريفات جمركية عقابية على واردات متعددة، شملت في المقام الأول المنتجات الصينية.
أزمة الرسوم الجمركية
وفرضت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رسومًا جمركية إضافية بنسبة وصلت إلى 145% على سلع صينية استراتيجية، ضمن حملة اقتصادية غير مسبوقة استهدفت وقف التوسع التكنولوجي والتجاري لبكين.
وتسببت هذه الإجراءات في زعزعة الثقة العالمية بالنظام التجاري الحر، ودفع العديد من الاقتصادات الكبرى، مثل الاتحاد الأوروبي، إلى البحث عن بدائل وشراكات أكثر استقرارًا.
ودعا الرئيس الصيني، شي جينبينغ، في وقت سابق من شهر نيسان الجاري، إلى ما وصفه بـ"توحيد الصفوف" بين الصين والاتحاد الأوروبي من أجل التصدي لما اعتبره "الإكراه" الاقتصادي، في إشارة ضمنية إلى الضغوط الأمريكية المتزايدة على شركاء بكين التجاريين.
قمة صينية- أوروبية
ويُنتظر أن تحتضن العاصمة الصينية بكين في شهر يوليو المقبل قمة صينية– أوروبية، بمناسبة مرور 50 عامًا على إقامة العلاقات الثنائية بين الطرفين.
وتُعوّل بكين على هذه القمة لدفع التعاون الاقتصادي إلى مستوى أعمق وتجاوز نقاط الخلاف المتراكمة، رغم التحديات السياسية والحقوقية القائمة.
واستمر الاتحاد الأوروبي في اتخاذ خطوات تُغضب بكين، أبرزها فتح تحقيقات متعلقة بالدعم غير العادل للمنتجات الصينية، خصوصًا في قطاع السيارات الكهربائية، حيث اتهمت المفوضية الأوروبية الصين بإغراق الأسواق بأسعار مدعومة تُخل بقواعد المنافسة.
وفرضت بروكسل في السنوات الأخيرة عقوبات على مسؤولين صينيين بارزين بسبب ما وصفته بـ"الانتهاكات الخطرة لحقوق الإنسان" بحق أقلية الإيغور المسلمة في منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم، ما أثار حفيظة بكين التي ردت بفرض عقوبات مضادة على أعضاء في البرلمان الأوروبي وعدد من المؤسسات البحثية الأوروبية.
انفتاح رغم تباين المواقف
أفادت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، الأربعاء، نقلًا عن مصادر في البرلمان الأوروبي، بأن الحكومة الصينية تدرس حاليًا إمكانية رفع بعض العقوبات المفروضة على مسؤولين أوروبيين، في خطوة قد تساهم في تليين الأجواء قبيل القمة المرتقبة.
ورفض المتحدث باسم الخارجية الصينية، غوه جياكون، تأكيد أو نفي هذه التقارير خلال المؤتمر الصحافي، لكنه أشار إلى وجود "ديناميكية إيجابية" في العلاقات الثنائية، مضيفًا أن "أعضاء البرلمان الأوروبي باتوا أكثر تشجيعًا لفكرة زيارة الصين"، في تعبير عن تحسن نسبي في المزاج السياسي بين الجانبين.