"الغارديان": بلير يُقوّض العمل المناخي بتشكيكه في جدوى التخلص من الوقود الأحفوري
"الغارديان": بلير يُقوّض العمل المناخي بتشكيكه في جدوى التخلص من الوقود الأحفوري
أثار رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير عاصفة من الانتقادات بعد تشكيكه في جدوى التخلص السريع من الوقود الأحفوري، واصفًا هذه الاستراتيجية بأنها "محكوم عليها بالفشل"، في تقرير صادر عن معهد توني بلير للتغيير العالمي.
وأشعلت تصريحات بلير خلافًا داخل حزب العمال البريطاني، حيث اتهمه بعض السياسيين بتبني سردية تُستخدم من قبل الأحزاب اليمينية لتأخير الإجراءات المناخية، ورأى منتقدوه أن موقفه يمنح غطاء سياسيًا لمصالح شركات الوقود الأحفوري في وقت حرج قبيل الانتخابات المحلية، بحسب ما ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، اليوم الأربعاء.
وعبّر عدد من السياسيين عن استيائهم من توقيت تدخل بلير، وقال نائب بارز في الحزب: "بلير يتدخل ويسلّم المحافظين نقاط الحوار على طبق من فضة"، ومع ذلك، أكد زعيم الحزب كير ستارمر في رده على أسئلة برلمانية أن بلير "متوافق تمامًا" مع سياسات حكومة العمال بشأن المناخ.
بلير: الحاجة إلى "نهج واقعي"
قال بلير، في مقدمة التقرير، إن الزخم السياسي الداعم لهدف "صافي الانبعاثات الصفري" يتراجع، مشيرًا إلى أن السياسات المناخية الحالية "غير فعالة" وأن الخطاب العام حولها "أصبح غير عقلاني".
ودعا إلى التركيز على التكيف والحلول التكنولوجية بدلًا من الإجراءات التي يرى أنها تُحمّل المواطنين أعباء لا تتناسب مع تأثيرهم الفعلي على الانبعاثات العالمية.
ورد خبراء المناخ بقوة، إذ وصف اللورد نيكولاس ستيرن، الاقتصادي البارز، تقرير بلير بأنه "مضلل"، مؤكدًا أن العالم يحرز تقدمًا كبيرًا في إزالة الكربون.
وأضاف ستيرن، أن تعثر بريطانيا في تحقيق أهدافها سيؤثر سلبًا على التزام دول أخرى، واعتبر أن "التأخير أمرٌ خطير" في ظل تصاعد الكوارث المناخية عالميًا.
من جانبها، عبّرت البارونة براون، عضو لجنة تغير المناخ المستقلة، عن خشيتها من أن يفهم الناس أن التكيف يُغني عن خفض الانبعاثات.
وقالت في تصريحات لشبكة "بي بي سي": "علينا أن نخفض الانبعاثات بجانب التكيف، إذ لا يمكن التكيف مع كل شيء كما يحدث في مناطق الفيضانات وتآكل السواحل".
معهد بلير يُحاول التوضيح
بعد تصاعد الانتقادات، أصدرت مؤسسة TBI بيانًا توضيحيًا أكدت فيه دعمها لأهداف الحكومة البريطانية المتعلقة بتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول 2050، وأشارت إلى أهمية الحفاظ على دعم الرأي العام للطريقة التي يُنفذ بها هذا الهدف.
يُعد هدف "صافي الانبعاثات الصفري" بحلول عام 2050 حجر الزاوية في التزامات بريطانيا المناخية، وهو هدف ملزم قانونيًا ضمن مساعي الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويعني الوصول إلى "صفر صافي" أن تعادل كمية الانبعاثات المنتجة بالكمية التي تتم إزالتها من الغلاف الجوي، عبر خفض الانبعاثات والتحول إلى مصادر طاقة نظيفة، وتواجه الحكومات الغربية ضغوطًا لتسريع وتيرة التنفيذ دون التسبب بأعباء اقتصادية ضخمة على المواطنين، وهو ما يفتح الباب لنقاشات واسعة حول "العدالة المناخية" و"التكاليف الاجتماعية" لسياسات التحول الأخضر.