في يومها العالمي.. تورك: حرية الصحافة تواجه تهديدات جسيمة

في يومها العالمي.. تورك: حرية الصحافة تواجه تهديدات جسيمة
مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك

أعلن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أن حرية الصحافة تواجه تهديدات جسيمة في جميع مناطق العالم، في وقت تتقاعس فيه الحكومات والقادة عن أداء واجبهم في حماية الإعلام الحر والمستقل، الذي وصفه بأنه "أفضل ترياق للتضليل والمعلومات الكاذبة".

وجاءت هذه التصريحات في رسالته يوم الجمعة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، والذي يُركّز هذا العام على تأثير الذكاء الاصطناعي في حرية الإعلام، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

أهمية متزايدة في زمن الأزمات

أوضح تورك أن الحاجة إلى صحافة حرة أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، خاصة في ظل تصاعد النزاعات، وتفاقم الأزمات المناخية، وازدياد الانقسامات، إلى جانب التغير السريع في المشهد الرقمي.

وأعرب عن قلقه من تعرض الصحفيين والعاملين في الإعلام للمضايقات والاحتجاز والتعذيب، وحتى القتل، لمجرد قيامهم بعملهم، في حين لا يزال الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحقهم منتشراً على نطاق واسع.

ولفت المفوض السامي إلى أن القيود المفروضة على وسائل الإعلام تشهد تزايداً مطّرداً، موضحاً أن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل طريقة إنتاج المعلومات وتوزيعها واستهلاكها بشكل جذري.

ورغم إقراره بأن هذه التكنولوجيا يمكن أن تكون أداة مفيدة للصحفيين، شدد على أنها تحمل في طياتها أخطاراً جسيمة تهدد حرية الصحافة.

خوارزميات تتحكم بالرأي العام

انتقد تورك الخوارزميات التي تحدد ما يراه الناس، وكيفية تشكل آرائهم وتصوراتهم للواقع، قائلاً إن بعض السياسيين يستغلون الذكاء الاصطناعي لنشر المعلومات المضللة وفرض أجنداتهم، في حين تستخدمه بعض الدول أداةً لمراقبة الصحفيين ومصادرهم، ما يشكل تهديداً مباشراً لحرية العمل الصحفي.

وحذر من "سيطرة شبه كاملة" على هذه التكنولوجيا من قبل عدد قليل من الشركات والأفراد، بإمكانهم، بكبسة زر، فرض وجهات نظرهم وإسكات الأصوات المعارضة.

دعوة لحماية الصحفيين

دعا المفوض السامي إلى اغتنام مناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة كفرصة لتغيير المسار، بدءاً من دور الدول في ضمان سلامة الصحفيين، وحمايتهم من الاعتداءات والمراقبة وحملات الكراهية والمضايقات الجسدية والقانونية.

وأشار إلى الدور الحاسم الذي تؤديه شركات التكنولوجيا، معلناً عن إطلاق مبادئ توجيهية جديدة بالتعاون مع منظمة اليونسكو، لمساعدتها على تقييم الأخطار التي تطرحها أدواتها والتي تهدد الصحفيين والأصوات الناقدة.

اختتم تورك رسالته بالتأكيد على أن الإعلام الحر والمستقل والمتنوع يمكن أن يكون أداة فعالة في رأب الانقسامات داخل المجتمعات، مشدداً على ضرورة بذل كل جهد لحمايته وتمكينه من الازدهار.

اليوم العالمي لحرية الصحافة

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 3 مايو من كل عام يومًا عالميًا لحرية الصحافة، بناءً على توصية من مؤتمر اليونسكو في عام 1991.

ويهدف هذا اليوم إلى تذكير الحكومات بضرورة احترام التزاماتها بحرية التعبير، كما يمثل فرصة لتقييم واقع حرية الصحافة في العالم، والدفاع عن وسائل الإعلام من الاعتداءات على استقلالها، وتكريم الصحفيين الذين فقدوا أرواحهم خلال تأدية واجبهم المهني.

ويرمز هذا اليوم إلى المبادئ الأساسية لحرية الصحافة، ويشكل دعوة عالمية لحماية الصحفيين، خصوصًا في مناطق النزاع، من القتل والسجن والاضطهاد.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية