الهند تحجب حسابات مشاهير الفن والرياضة الباكستانيين بعد هجوم كشمير
الهند تحجب حسابات مشاهير الفن والرياضة الباكستانيين بعد هجوم كشمير
فرضت الهند، يوم السبت، قيوداً جديدة على باكستان تمثلت في حجب حسابات عدد من مشاهير الفن والرياضة الباكستانيين على منصات التواصل الاجتماعي، في خطوة اعتُبرت تصعيداً رقمياً ضمن سلسلة من الإجراءات الانتقامية التي اتخذتها نيودلهي ضد إسلام أباد عقب هجوم دامٍ وقع في كشمير.
اتهامات متبادلة وتوتر حدودي
جاء ذلك بعدما اتهمت الهند باكستان بالوقوف وراء هجوم نفذه مسلحون في 22 أبريل على مدنيين في الجزء الخاضع لسيطرتها من كشمير، والذي أودى بحياة 26 شخصاً، واعتُبر الأشد عنفاً منذ سنوات، في المقابل، نفت إسلام أباد هذه الاتهامات، إلا أن الحدود المشتركة شهدت منذ ذلك الحين تبادلاً متقطعاً لإطلاق النار، ما أجج التوتر بين الجانبين، وفق فرانس برس.
أصدرت وزارة الاتصالات الهندية بياناً أعلنت فيه تعليق جميع أنواع تبادل البريد والطرود مع باكستان، سواء عبر الطرق البرية أو الجوية، كما حجبت السلطات الهندية دخول السفن الباكستانية إلى موانئها، ومنعت السفن الهندية من التوجه إلى الموانئ الباكستانية.. وكانت الدولتان قد تبادلتا أيضاً طرد دبلوماسيين وأغلقتا المعابر الجوية والبرية بينهما.
استهداف إعلامي وثقافي متصاعد
وسّعت الهند من نطاق الحظر الإعلامي، إذ منعت أكثر من 12 قناة باكستانية، بينها قنوات إخبارية على يوتيوب في 28 أبريل، مبررة قرارها بأن المحتوى "استفزازي".
واستمرت القيود يوم السبت لتشمل وسائل التواصل الاجتماعي، حيث حجبت حسابات بارزة بينها حساب رئيس الوزراء الباكستاني السابق وقائد فريق الكريكيت عمران خان على إنستغرام في الهند، إضافة إلى حسابات نجمَي بوليوود فؤاد خان وعاطف أسلم.
رموز رياضية وفنية خارج الوصول
شملت الحملة الرقمية كذلك عدداً كبيراً من لاعبي الكريكيت الباكستانيين الحاليين والمتقاعدين، من بينهم القائد الحالي بابر أعظم، ومحمد رضوان، وشاهد أفريدي، ووسيم أكرم، إلى جانب حجب حساب البطل الأولمبي أرشد نديم.. وتظهر للمستخدمين في الهند رسالة عند محاولة زيارة تلك الحسابات تُفيد بأن الوصول إليها غير ممكن "تماشياً مع طلب قانوني".
فيما أعلن الجيش الباكستاني، السبت، أنه أجرى تجربة لإطلاق صاروخ أرض-أرض من طراز "عبدلي"، يصل مداه إلى 450 كيلومتراً، وهو ما اعتبره مراقبون تصعيداً إضافياً في خضم التوترات السياسية والعسكرية المتزايدة بين البلدين النوويين.
تعود جذور التوتر بين الهند وباكستان إلى استقلال البلدين عام 1947 عن الاستعمار البريطاني، وانقسام شبه القارة إلى دولتين على أساس ديني، ومنذ ذلك الحين، شكلت منطقة كشمير محور نزاع مزمن بينهما، حيث خاضتا ثلاث حروب رئيسية بسببها.
ورغم فتور العلاقات السياسية والاقتصادية خلال العقود الماضية، ظلت الروابط الثقافية والفنية والكروية بين شعبي البلدين وسيلة للتقارب، غير أن التصعيد الحالي يهدد حتى هذه الجسور القليلة التي بقيت قائمة في وجه السياسة.