خبيرة كوارث: تقليص ميزانية الطوارئ قد يضاعف وفيات الأعاصير بالولايات المتحدة
خبيرة كوارث: تقليص ميزانية الطوارئ قد يضاعف وفيات الأعاصير بالولايات المتحدة
حذّر خبيرة بارزة في إدارة الكوارث الأمريكية من أن التخفيضات الجذرية التي أجرتها إدارة الرئيس دونالد ترامب في أجهزة الطوارئ ستكلف الأمريكيين حياتهم، مشيرًا إلى أن تلك السياسات عطلت قدرة الوكالات على التنبؤ بالأحداث الجوية المتطرفة والاستجابة السريعة لها.
وفق تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية اليوم الاثنين، قالت سامانثا مونتانو، أستاذة إدارة الطوارئ في أكاديمية ماساتشوستس البحرية ومؤلفة كتاب "علم الكوارث: تقارير من الخطوط الأمامية لأزمة المناخ"، إن الوكالات الفيدرالية، وعلى رأسها الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA)، باتت عاجزة عن أداء دورها نتيجة لتقليص الكوادر والخبرات.
خطر متزايد وقدرات متراجعة
قالت مونتانو: "لقد زاد الخطر العام للكوارث في الولايات المتحدة منذ تولي هذه الإدارة، بينما تراجعت قدرة النظام الوطني لإدارة الطوارئ على المواجهة"، وأضافت أن فقدان الدعم من وكالات علمية مثل الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) يجعل من الصعب إصدار تحذيرات مبكرة وتخصيص الموارد قبل وقوع الكوارث.
وحذّرت من أن غياب بيانات الطقس الموثوقة يعني بالضرورة ارتفاع معدلات الوفيات، مؤكدة أن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى "دمار أكبر وسقوط عدد أكبر من الضحايا، حتمًا".
من الكوارث إلى الزلازل والجوائح
وفقاً للصحيفة، يمتد دور إدارة الطوارئ ليشمل الاستعداد والتصدي لمجموعة واسعة من الكوارث، بدءًا من الأعاصير والزلازل، مرورًا بالحرائق والفيضانات، وصولًا إلى الجوائح مثل كوفيد-19 وتفشي الأمراض، وتؤدي الوكالة الفيدرالية دورًا حيويًا في التنسيق مع الحكومات المحلية والولائية لتأمين الموارد والتواصل مع الجمهور.
لكن هذه الأدوار أصبحت مهددة مع تصاعد تقليص عدد الموظفين وتسريح الخبرات، إذ كشفت وثائق داخلية عن أن نحو 75% من العاملين هم من المتعاقدين أو في حالة احتياط، وقد لا تُجدد عقودهم.
استشهدت مونتانو بإعصار هيلين، الذي خلّف ما لا يقل عن 230 قتيلاً في منطقة جنوب الأبالاتش، مؤكدة أن التدخل السريع والدقيق لوكالة إدارة الطوارئ أنقذ آلاف الأرواح، وقالت: "ما حدث كان مروعًا، ولكن كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير لولا دقة التنبؤات وتدفق الموارد بسرعة".
انسحاب الإدارة الفيدرالية
منذ عودته إلى البيت الأبيض، كرر ترامب تهديده بإلغاء الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، وقلل من شأن جهودها في مواجهة الكوارث، كما رفض تقديم مساعدات فيدرالية لعشرات الحوادث الكبرى، من بينها أعاصير أركنساس، وفيضانات في فرجينيا الغربية، وعاصفة رياح في واشنطن.
وحتى طلب ولاية كارولينا الشمالية بتمديد الدعم الفيدرالي بعد إعصار هيلين قوبل بالرفض، رغم الأضرار الكبيرة التي خلفها الإعصار.
ثقة مفقودة في زمن الأزمات
أشارت مونتانو إلى أن تقليص ميزانية الوكالات لا يضر فقط بقدرتها اللوجستية، بل يضرب كذلك مصداقيتها لدى الجمهور، وأوضحت أن البيئة المسمومة بالمعلومات المضللة -سواء بشأن الأعاصير أو كوفيد-19 أو حتى الوكالة نفسها- تُعقد عملية التواصل الفعال أثناء الطوارئ.
وقالت: "التواصل الناجح يعتمد على الثقة، وعندما يُعين شخص مثل كاميرون هاميلتون قائماً بأعمال المدير، وهو الذي نشر معلومات مضللة عن الوكالة خلال إعصار هيلين، يصبح من الصعب الوثوق بأي شيء يصدر عنها".
تأسست الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA) في عام 1979 لتكون الكيان الوطني المكلف بتنسيق جهود الإغاثة والاستجابة للكوارث الطبيعية والإنسانية، ويدعم عملها عدد من الوكالات العلمية، أبرزها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، غير أنه في عهد إدارة ترامب شهدت خفضًا غير مسبوق في الميزانيات والكوادر، ما يهدد مستقبل استجابة الولايات المتحدة للكوارث في ظل التغيرات المناخية المتسارعة.