"الهجرة الدولية" تقدم إمدادات طبية عاجلة لإنقاذ مرافق اليمن الصحية
"الهجرة الدولية" تقدم إمدادات طبية عاجلة لإنقاذ مرافق اليمن الصحية
قدّمت المنظمة الدولية للهجرة مساعدات طبية عاجلة لسبع منشآت صحية في اليمن، في استجابة طارئة لتدهور النظام الصحي بسبب نقص الأدوية والكوادر والمستلزمات الطبية الأساسية، وتوزعت هذه المنشآت على محافظات عدن ولحج وشبوة وصنعاء والبيضاء، حيث تخدم ما يقارب 295 مريضًا يوميًا في ظل انهيار شبه تام للبنية الصحية.
وأفاد بيان نشره الموقع الإعلامي للأمم المتحدة، الاثنين، بأن هذه المساعدات جاءت بدعم من وزارة الخارجية البريطانية، في وقت يعاني فيه اليمن من أزمة صحية متفاقمة نتيجة الانهيار الاقتصادي واستمرار التوترات الأمنية.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 20 مليون يمني سيحتاجون إلى دعم صحي خلال هذا العام، فيما تعمل أقل من 40% من المرافق الصحية، إما بشكل جزئي أو توقفت كليًا عن تقديم خدماتها.
الوقاية ومكافحة العدوى
ركّزت المنظمة جهودها على تعزيز تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها، من خلال تركيب نقاط غسل اليدين، وتوفير مواد التنظيف، وتنظيم دورات تدريبية للعاملين الصحيين تهدف إلى تقليل خطر تفشي الأمراض.
وأكد عبد الستار عيسويف، رئيس بعثة المنظمة في اليمن، أن هذه الإمدادات لا تلبي فقط الاحتياجات الفورية، بل تسهم أيضًا في استدامة تقديم الرعاية لمن لا يملكون أي بديل طبي.
وفقاً للبيان، تعد المنشآت الصحية التي دعمتها المنظمة بمنزلة الملاذ الوحيد للآلاف، إذ توفّر رعاية مجانية تشمل علاج الأمراض التي يمكن الوقاية منها، ورعاية الحوامل، والتدخلات الجراحية العاجلة، ومن المتوقع أن تغطي الإمدادات الطبية التي تم توزيعها احتياجات هذه المرافق لمدة تراوح بين ثلاثة وأربعة أشهر، وفق ما أعلنته المنظمة.
تحديات متزايدة
أشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى أن استمرار تدفق النازحين والمهاجرين فاقم الضغط على النظام الصحي الهش في اليمن، فمنذ بداية عام 2025، وصل أكثر من 37 ألف مهاجر، كثير منهم في أوضاع صحية متدهورة، يعانون الجفاف وسوء التغذية وأمراضاً مزمنة غير معالجة.
واجه العديد من النازحين اليمنيين والمهاجرين صعوبات بالغة في الوصول إلى الرعاية الصحية، بما في ذلك الفقر، وعدم امتلاك وثائق ثبوتية، وصعوبات لغوية، بالإضافة إلى التمييز والوصمة الاجتماعية، مما عمّق من معاناتهم الإنسانية.
تشهد اليمن منذ سنوات أزمة إنسانية وصحية متداخلة، تعود جذورها إلى النزاع المسلح والانهيار الاقتصادي وتراجع الاستثمارات في القطاع الصحي، وتُعد المنظمات الدولية، بما في ذلك منظمة الهجرة، من الجهات الأساسية التي تسد جزءًا من فجوة الرعاية الصحية، إلا أن انخفاض التمويل وازدياد الحاجة يعقّدان المهمة، ويضعان ملايين الأرواح على المحك.
يعيش اليمن منذ 2015 واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، نتيجة صراع مسلح متواصل بين الحكومة المدعومة من التحالف العربي وجماعة الحوثي المدعومة من إيران، وأدى الصراع إلى مقتل الآلاف ونزوح الملايين، وانهيار البنى التحتية، فيما يعتمد أكثر من 21 مليون يمني على شكل من أشكال المساعدات الإنسانية للبقاء.