"الغارديان": إطلاق سراح أيرلندية احتجزت 17 يوماً في سجون الهجرة الأمريكية
"الغارديان": إطلاق سراح أيرلندية احتجزت 17 يوماً في سجون الهجرة الأمريكية
عاشت كليونا وارد، وهي امرأة أيرلندية تقيم منذ عقود بشكل قانوني في الولايات المتحدة، واحدة من أقسى التجارب الإنسانية، بعد أن اعتقلتها سلطات الهجرة الأمريكية بسبب سجل جنائي يعود إلى 20 عامًا مضت، رغم أن الإدانات تم محوها محليًا.
وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الخميس، أن سلطات الهجرة الأمريكية أوقفت كليونا وارد (54 عامًا) في مطار سان فرانسيسكو بتاريخ 21 أبريل، أثناء عودتها من زيارة إلى والدها المريض المصاب بالخرف في أيرلندا.
ولم تكن تعلم أن رحلتها العائلية ستتحول إلى احتجاز دام 17 يومًا داخل مركز تابع لهيئة الهجرة والجمارك الأمريكية في تاكوما، بولاية واشنطن.
سجل قديم أعاد فتح الجراح
تعود جذور القضية إلى إدانات سابقة بتهم حيازة مخدرات وجنح أخرى في 2007 و2008، كانت قد مُسحت على مستوى ولاية كاليفورنيا، لكنها بقيت ظاهرة في النظام الفيدرالي، ما جعلها هدفًا محتملاً لحملات الهجرة المتشددة.
وبعد مرافقتها زوجة أبيها إلى أيرلندا مطلع هذا العام، أوقفتها السلطات في مطار سياتل واحتجزتها لثلاثة أيام، وبعد إطلاق سراحها مؤقتًا للحصول على وثائق إضافية، قدمتها لاحقًا في سان فرانسيسكو، لتُعتقل مجددًا.
قرار قضائي يُعيد حريتها
وافق قاضٍ في كاليفورنيا الأسبوع الماضي على إلغاء الإدانات القديمة بطريقة تعترف بها السلطات الفيدرالية، ما فتح الباب أمام إطلاق سراحها يوم الأربعاء الماضي، وسط ارتياح عارم في أوساط أسرتها وداعميها.
وكتبت شقيقتها أورلا هولاداي على صفحة GoFundMe:"أخيرًا، عادت كليونا إلى سريرها. هي الآن في حالة صدمة، مليئة بالمشاعر، وممتنة لمن دعموها".
وتنحدر كليونا من دبلن، لكنها انتقلت في طفولتها إلى الولايات المتحدة، حيث حصلت على البطاقة الخضراء، ودرست في جامعة كاليفورنيا، وتعمل الآن في مؤسسة غير ربحية، وتعتني بابنها المصاب بمرض مزمن وهو مواطن أمريكي.
وعلقت المحامية إيرين هول، التي تولت الدفاع عنها، علقت بالقول: "نحن جميعًا سعداء للغاية، لكنها كانت تجربة قاسية بكل المقاييس".
حملات تطول المهاجرين المسجلين
تسلّط قضية كليونا الضوء على اتساع دائرة المتضررين من حملات الهجرة المتشددة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تشمل الآن مهاجرين مقيمين بشكل قانوني، بل وحتى سياحًا ومواطنين بالتجنس.
وشملت حوادث مشابهة مثل الكندية جاسمين موني التي احتجزت أسبوعين بسبب خلل في تأشيرة العمل، والألمانية جيسيكا بروش التي قضت 6 أسابيع قيد الاحتجاز، منها 8 أيام في الحبس الانفرادي، وكذلك البريطانية ريبيكا بيرك التي أُوقفت 3 أسابيع بسبب خطأ في التأشيرة، وأطلقت لاحقًا تحذيرًا عامًا من السفر لأمريكا.
السياح يتراجعون
أثّرت هذه السياسات على ثقة الزائرين، حيث انخفض عدد السياح الأجانب إلى الولايات المتحدة بنسبة 11.6% في مارس الماضي مقارنة بالعام السابق، وفقًا لبيانات الحكومة الأميركية، وكان الانخفاض حادًا بين المسافرين من أوروبا الغربية بنسبة 17.2%.
تأتي هذه الحالات في ظل تصعيد سياسي واضح في ملف الهجرة، بعد أن عاد ترامب إلى الساحة الانتخابية بوعود بتنفيذ أكبر حملة ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة"، ما أثار مخاوف حقوقية وإنسانية واسعة من استهداف حتى المهاجرين المسجلين، حاملي الإقامات الدائمة، وحاملي التأشيرات، وليس فقط المهاجرين غير الشرعيين.