علماء: تغير المناخ حوّل عاصفة أبريل إلى كارثة مميتة في 8 ولايات أمريكية
علماء: تغير المناخ حوّل عاصفة أبريل إلى كارثة مميتة في 8 ولايات أمريكية
أشارت دراسة علمية حديثة إلى أن العواصف التاريخية التي اجتاحت ولايات الجنوب والغرب الأوسط الأمريكي مطلع أبريل وأودت بحياة 24 شخصًا، كانت أكثر شدة واحتمالًا بسبب تأثيرات حرق الوقود الأحفوري وتغير المناخ الناجم عن البشر.
وفق تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية الخميس، شهدت ثماني ولايات أمريكية -من بينها ميسيسيبي وإلينوي وكنتاكي وتينيسي - بين 3 و6 أبريل، أمطارًا قياسية وفيضانات غير مسبوقة، أدت إلى مصرع 15 شخصًا، وتدمير المحاصيل والمنازل، وانقطاع الكهرباء عن مئات الآلاف.
وتبع ذلك أعاصير ورياح عنيفة أودت بحياة تسعة آخرين، ليُقدّر إجمالي الخسائر الاقتصادية بما بين 80 و90 مليار دولار.
تغير المناخ ليس صدفة
وجد تحليل أجرته مؤسسة "إسناد الطقس العالمي" (WWA) أن شدة الأمطار زادت بنسبة 9%، وأصبحت أكثر احتمالًا بنسبة 40% بسبب ارتفاع درجات حرارة المحيطات الناتج عن الأنشطة البشرية.
خليج المكسيك كان المحرّك الأساسي للعاصفة، حيث ساهمت حرارة مياهه المرتفعة برفع نسبة الرطوبة التي غذّت العاصفة، وأشارت الدراسة إلى أن احتمال حدوث هذه الظواهر أصبح أعلى بـ14 مرة مقارنةً بعالم ما قبل الثورة الصناعية.
تحذيرات هيئة الأرصاد
رغم الكارثة، يشير العلماء إلى أن عدد الضحايا كان يمكن أن يكون أعلى بكثير لولا التحذيرات الفعّالة من هيئة الأرصاد الجوية الوطنية (NWS)، التي أصدرت 728 تحذيرًا رسميًا، ثالث أعلى رقم مسجّل في تاريخها، فإن هذه الهيئة تواجه تخفيضات كبيرة في التمويل وتسريحات جماعية، بسبب سياسات إدارة ترامب ومموليها مثل إيلون ماسك، بحسب الدراسة.
بحسب الدراسة، إذا استمر اعتماد البشرية على النفط والغاز والفحم، فإن عواصف مماثلة ستصبح أكثر شيوعًا وشدة بنسبة 7% إضافية بحلول عام 2100.
وتقول فريدريك أوتو، عالمة المناخ في إمبريال كوليدج لندن: "لم تتصدر هذه الفيضانات الصفحات الأولى، لكنها كانت مميتة ومدمرة.. التنبؤ بالطقس بدقة مسألة حياة أو موت".
نقص حاد في الكوادر
تعاني هيئة الأرصاد من نقص حاد في الكوادر؛ إذ تشير البيانات إلى أن نصف مكاتبها تعمل بمعدل شغور يبلغ 20%، ولا يوجد كبير خبراء أرصاد في 30 مكتبًا محليًا، من ضمنها مكاتب في ولايات متضررة مثل كنتاكي وتينيسي.
هذه الدراسة هي الرقم 101 ضمن مبادرة "إسناد الطقس العالمي"، التي تسعى إلى تحليل العلاقة بين التغير المناخي وظواهر الطقس المتطرفة حول العالم، تُشير معظم النتائج إلى اتجاه واضح: أنشطة الإنسان تغيّر وجه الطبيعة بشكل متسارع وخطير.
في ظل إدارة ترامب التي تعهّدت بأكبر عملية توسّع في الوقود الأحفوري، ومع استعداد البلاد لموسم آخر من الأعاصير وحرائق الغابات، يرى العلماء أن الوقت ينفد لتقليل الانبعاثات والاستثمار في التنبؤ العلمي المبكر.