واشنطن وبكين تعرضان الوساطة لوقف التصعيد بين الهند وباكستان
واشنطن وبكين تعرضان الوساطة لوقف التصعيد بين الهند وباكستان
بادرت كل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية، إلى عرض وساطتهما بهدف خفض التوتر المتصاعد بين الهند وباكستان، بعد إعلان إسلام آباد إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق ضد أهداف هندية، وصفتها بأنها "رد مباشر على الاستفزازات الهندية المتكررة". وأثارت هذه التطورات المتسارعة قلقاً دولياً، في ظل تخوفات من انزلاق الجارتين النوويتين إلى مواجهة شاملة.
وأفادت صحيفة "جي كيه نيوز"، اليوم السبت، بأن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية عبّر عن "قلق بلاده البالغ" إزاء التصعيد، موضحاً أن بكين "تتابع من كثب التطورات الجارية بين الهند وباكستان"، داعياً الطرفين إلى "التصرف لمصلحة السلام والاستقرار الإقليمي، والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس".
وشددت الصين على ضرورة "العودة إلى التسوية السياسية عبر الوسائل السلمية"، محذّرة من أن أي خطوة غير محسوبة قد تفاقم الوضع الأمني الهش في المنطقة.
واشنطن تدخل على الخط
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزير ماركو روبيو أجرى اتصالاً هاتفياً مع قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير، ناقش خلاله سبل تهدئة الموقف.
وأكدت الخارجية أن روبيو "عرض مساعدة الولايات المتحدة لتسهيل حوار بناء بين الطرفين"، مشيرة إلى أهمية احتواء الموقف وتجنب الانزلاق نحو صراع جديد.
وبالتزامن، أعلنت مصادر أمنية باكستانية لتلفزيون "جيو" المحلي، صباح الثلاثاء، أن القوات المسلحة الباكستانية شرعت في تنفيذ "عملية عسكرية واسعة النطاق"، استهدفت من خلالها مواقع عسكرية هندية.
ووصفت العملية بأنها رد مباشر على الهجمات الاستفزازية من الجانب الهندي، دون أن تكشف عن تفاصيل الأهداف أو المناطق التي تم قصفها.
خلفية التصعيد بين البلدين
ويأتي هذا التصعيد في أعقاب الهجوم الذي وقع في 22 أبريل 2025 قرب مدينة باهالغام في إقليم جامو وكشمير، والذي أدى إلى مقتل 25 هندياً ومواطن نيبالي. وكانت نيودلهي قد حمّلت الاستخبارات الباكستانية مسؤولية الهجوم، وهي اتهامات رفضتها إسلام آباد بشكل قاطع.
وأكد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف أن "الاتهامات الهندية لا أساس لها من الصحة"، واصفاً إياها بأنها "محاولة لتأجيج التصعيد السياسي والإعلامي".
ويحذر مراقبون من أن تطور الأوضاع الحالية قد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة بين الجارتين النوويتين، لا سيما في ظل غياب مؤشرات واضحة على نية الطرفين تهدئة الوضع.
وتُعد منطقة جامو وكشمير من أكثر النقاط توتراً في جنوب آسيا، وشهدت ثلاث حروب سابقة بين البلدين منذ عام 1947 بسبب النزاع عليها.