مجزرة في سجن بالسودان.. مقتل 19 وإصابة 45 إثر قصف لـ"الدعم السريع"
مجزرة في سجن بالسودان.. مقتل 19 وإصابة 45 إثر قصف لـ"الدعم السريع"
قُتل 19 شخصًا وأُصيب 45 آخرون بجروح متفاوتة، اليوم السبت، جراء قصف بطائرة مسيّرة نفذته قوات الدعم السريع واستهدف سجن مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان الواقعة تحت سيطرة الجيش السوداني، بحسب ما أفاد مصدر طبي في مستشفى الأبيض لوكالة فرانس برس.
وأوضح المصدر أن الصاروخ أصاب مباشرة مبنى السجن، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من نزلاء السجن المدنيين، في ضربة اعتُبرت الأعنف في المنطقة منذ شهور، وفق وكالة "فرانس برس".
وتم نقل القتلى إلى مستشفى الأبيض المركزي، فيما جرى توزيع المصابين بين مستشفيات الأبيض الأخرى ومنها مستشفى الضمان، في ظل نقص حاد في المستلزمات الطبية نتيجة الحصار والقتال المتواصل.
موقع استراتيجي بالمعركة
وتقع مدينة الأبيض، كبرى مدن ولاية شمال كردفان، في منطقة حيوية على تقاطع طرق بين العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور، ما يجعلها مركزًا لوجستيًا ذا أهمية استراتيجية لكل من الجيش والدعم السريع.
وكان الجيش السوداني قد استعاد المدينة في فبراير الماضي بعد عامين من الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع.
ورغم ذلك، تتجدد الهجمات على المدينة بين الحين والآخر، خصوصًا مع تصاعد المعارك للسيطرة على ممرات الإمداد.
وتسيطر قوات الجيش حاليًا على أغلب مناطق ولاية شمال كردفان، في حين تحكم قوات الدعم السريع قبضتها على أجزاء منها، بما فيها مواقع متاخمة للأبيض.
الضغط على خطوط الإمداد
وفي تطور خطِر، كانت قوات الدعم السريع قد أعلنت مطلع مايو الجاري سيطرتها على مدينة النهود، غرب كردفان، وهي مدينة ذات أهمية استراتيجية لأنها تربط وسط البلاد بغرب دارفور، ما يُعد ضربة لخطوط الإمداد العسكري التي يعتمد عليها الجيش في تعزيز وجوده بمدينة الفاشر المحاصَرة، آخر المعاقل العسكرية المتبقية له في إقليم دارفور.
ويأتي قصف سجن الأبيض وسط اتهامات متزايدة للطرفين بارتكاب انتهاكات خطرة بحق المدنيين، من بينها قصف مستشفيات، ومدارس، وسجون، وارتكاب مجازر جماعية في المناطق المتنازع عليها.
وتثير هذه الحوادث قلقًا واسعًا لدى منظمات حقوق الإنسان، التي تطالب بتحقيق دولي مستقل في الانتهاكات الجارية.
كارثة إنسانية تتفاقم
ويحذّر مراقبون من أن استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، خصوصًا في مناطق ذات كثافة سكانية عالية مثل شمال كردفان ودارفور، ينذر بـكارثة إنسانية كبرى، في ظل غياب تام لأي حل سياسي قريب، واستمرار المجتمع الدولي في الاكتفاء بالبيانات دون تدخل فعال.