"فايننشيال تايمز": بوالص تأمين جديدة لتغطية خسائر "هلوسات" روبوتات الذكاء الاصطناعي

"فايننشيال تايمز": بوالص تأمين جديدة لتغطية خسائر "هلوسات" روبوتات الذكاء الاصطناعي
روبوتات الذكاء الاصطناعي - أرشيف

أطلقت شركات التأمين في سوق "لويدز لندن" منتجًا تأمينيًا جديدًا يهدف إلى تغطية الخسائر التي تتعرض لها الشركات جراء الأخطاء التي ترتكبها أدوات الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها روبوتات الدردشة.

ووفقًا لما نشرته "فايننشيال تايمز"، اليوم الأحد، سعت شركات مثل "أرميلا" -وهي شركة ناشئة مدعومة من منصة “واي كومبيناتور”- إلى تطوير بوالص تأمين تضمن للشركات تعويضات في حال مقاضاتها من قبل عملاء أو أطراف ثالثة بسبب أداء غير دقيق أو مضلل للذكاء الاصطناعي.

وتتكفل هذه الوثائق الجديدة بتغطية الرسوم القانونية والتعويضات المالية في حال ثبت أن أداء أدوات الذكاء الاصطناعي كان أقل من المتوقع أو تسبب بضرر مباشر للعميل.

وأوضح المسؤولون في شركة "أرميلا" أن الوثائق لن تُفعَّل تلقائيًا عند حدوث أي خطأ، بل يُشترط أن يكون هناك تدهور في أداء الأداة مقارنة بالمستوى الذي بدأت به.

وعلى سبيل المثال، إذا كانت دقة استجابة روبوت دردشة معينة تبلغ 95% وتراجعت إلى 85%، فقد يُعد ذلك أساسًا لتفعيل الوثيقة.

أخطاء الذكاء الاصطناعي

سجلت عدة شركات حول العالم أخطاء محرجة من أدوات الذكاء الاصطناعي، أبرزها ما حصل مع شركة "فيرجن موني"، التي اعتذرت علنًا بعد أن وجه روبوتها المبرمج تأنيبًا لأحد العملاء لاستخدامه كلمة "عذراء" ضمن سياق لا يستحق العقوبة.

وعطلت شركة DPD لخدمات البريد السريع جزئيًا روبوت خدمة العملاء بعد أن بدأ يشتم المستخدمين ويوجه اتهامات قاسية إلى الشركة نفسها.

وأمرت محكمة كندية في العام الماضي شركة "آير كندا" بالالتزام بخصم قدمه روبوت الدردشة الخاص بها لأحد العملاء، رغم أن الشركة ادعت أن المعلومة كانت غير دقيقة.

وأشارت شركة "أرميلا" إلى أن مثل هذه الحالة كان من الممكن أن تدخل ضمن تغطية البوالص الجديدة، شريطة إثبات أن الأداء لم يكن بالمستوى المتوقع.

أكد رئيس الشراكات في شركة "تشوسر" التابعة لـ"لويدز لندن"، توم غراهام، أن شركات التأمين لن تُبرم عقود تأمين مع أي شركة تستخدم نظام ذكاء اصطناعي تعتقد أنه عرضة لأخطاء متكررة أو انهيار في الأداء.

قال غراهام: "سنتعامل بانتقائية، كما تفعل أي جهة تأمين مسؤولة".

تقييم مسبق لأنظمة الذكاء

ويتطلب الاكتتاب في هذه الوثائق تقييماً مسبقاً لأنظمة الذكاء الاصطناعي من حيث قدرتها على الحفاظ على مستوى أداء ثابت، وهو ما يقوم به فريق "أرميلا" لتقدير احتمال التدهور في دقة النموذج المستخدم.

وأدرجت بعض شركات التأمين سابقًا تغطيات محدودة تتعلق بالذكاء الاصطناعي ضمن سياسات "الأخطاء والإغفالات التكنولوجية"، لكنها كانت تفرض حدودًا ضيقة على مبالغ التعويض.

وأشار وسيط التأمين في شركة "لوكتون" التي تروّج منتجات "أرميلا"، بريت جيل، إلى أن وثيقة التأمين العامة التي تُغطي خسائر تصل إلى 5 ملايين دولار، كانت تضع حدًا أدنى يبلغ 25 ألف دولار فقط لمسؤوليات الذكاء الاصطناعي.

وأوضح لوغان باين، وهو وسيط أيضًا في "لوكتون"، أن النماذج اللغوية المدعومة بالذكاء الاصطناعي تُعد "ديناميكية" وتتعلم بمرور الوقت، ما يفتح المجال لأخطاء غير متوقعة، لكن الخسائر الناتجة عن هذا النوع من التكيف لا تُغطيها سياسات التأمين التقليدية، ما جعل من وثائق "أرميلا" خيارًا واعدًا في هذا المجال الناشئ.

دعم الشركات في اتخاذ القرار

صرّح الرئيس التنفيذي لشركة "أرميلا"، كارتك راماكريشنان، أن منتجهم يُسهم في طمأنة الشركات المترددة في اعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي بسبب الخوف من تبعات قانونية.

وأوضح: "نُقيّم النموذج، ونتابع تطوره، ونتدخل بالتعويض إذا شهد تراجعًا في الأداء".

وتهدف هذه المقاربة إلى توفير حافز للشركات لتجربة الذكاء الاصطناعي دون أن تتحمل كامل الأخطار القانونية بمفردها.



 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية