المحكمة العليا بالأرجنتين تعثر على مواد دعائية نازية بين أرشيفها الرسمي
المحكمة العليا بالأرجنتين تعثر على مواد دعائية نازية بين أرشيفها الرسمي
أعلنت هيئة قضائية تابعة للمحكمة العليا في الأرجنتين أنها عثرت على وثائق ومواد دعائية نازية ضمن أرشيفها التاريخي، في اكتشاف أثار صدمة لدى مسؤولي القضاء ودوائر التوثيق الرسمية في البلاد.
وجاء الكشف عن هذه المواد خلال التحضيرات الجارية لإنشاء متحف لتوثيق التاريخ القضائي الأرجنتيني، بحسب ما أفاد مصدر داخل المحكمة، الأحد، رفض الكشف عن اسمه بسبب السياسات الداخلية وفق وكالة "أسوشيتد برس".
بطاقات وصور من عهد هتلر
وأوضح المصدر أن المواد المكتشفة تشمل بطاقات بريدية، وصورًا فوتوغرافية، ومواد دعائية من ألمانيا النازية، أُعدّت خصوصًا لترويج أيديولوجية أدولف هتلر في الأرجنتين خلال الحرب العالمية الثانية.
وأضاف: "بعض هذه الوثائق صُمم خاصة لترسيخ الفكر النازي وتوسيعه في أوساط معينة داخل البلاد"، ما يسلّط الضوء على العلاقات التي كانت تربط أطرافًا محلية بالنظام النازي في تلك المرحلة التاريخية الحساسة.
وتربط الوثائق المكتشفة بوصول شحنة مكونة من 83 طردًا إلى ميناء بوينس آيرس في 20 يونيو 1941، أُرسلت من السفارة الألمانية في طوكيو على متن السفينة اليابانية "نان-أيه-مارو".
وكانت البعثة الدبلوماسية الألمانية في الأرجنتين قد طالبت في ذلك الحين بالإفراج عن الشحنة، زاعمة أنها تحتوي على متعلقات شخصية، إلا أن سلطات الجمارك والموانئ تحفظت عليها، ما سمح لاحقًا ببقائها في حيازة الدولة.
أمر بتحقيق شامل
رئيس المحكمة العليا الأرجنتينية، هوراسيو روزاتي، أصدر تعليمات بالحفاظ الكامل على المواد وتحليلها علميًا وتاريخيًا بدقة، تمهيدًا لعرضها ضمن المتحف القضائي المرتقب.
وطالما واجهت الأرجنتين تساؤلات بشأن دورها كمأوى لعدد من مجرمي الحرب النازيين بعد الحرب العالمية الثانية، حيث يُعتقد أن عدداً منهم لجأ إلى البلاد بهويات مزورة أو عبر دعم خفي من قنوات غير رسمية.
ويعيد هذا الاكتشاف تسليط الضوء على تلك الصفحة المعقدة من تاريخ الأرجنتين، وسط مطالب متجددة بمزيد من الشفافية والبحث في ماضي العلاقات مع النظام النازي.