هيومن رايتس ووتش: ترحيل مهاجرين من أمريكا إلى ليبيا "خطوة خطيرة"
هيومن رايتس ووتش: ترحيل مهاجرين من أمريكا إلى ليبيا "خطوة خطيرة"
اعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الاثنين، أن خطط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لترحيل مهاجرين إلى ليبيا تمثل "خطوة خطيرة" تُعيد إلى الأذهان التعاون الأوروبي مع السلطات الليبية في ملف الهجرة، وما نتج عنه من انتهاكات جسيمة بحق المهاجرين.
وأكدت المنظمة، في بيان لها، أن مثل هذه السياسات قد تجعل الولايات المتحدة شريكة في الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق المهاجرين في ليبيا.
وحذرت المنظمة من خطورة المضي في هذه التوجهات، خصوصًا بعد ورود تقارير صحفية عن خطة لترحيل مهاجرين من ولاية تكساس إلى ليبيا.
وأشارت إلى أن بعض المهاجرين نُقلوا بالفعل إلى مطار عسكري استعدادًا لترحيلهم، قبل أن تتراجع السلطات الأمريكية عن القرار وتعيدهم إلى مراكز الاحتجاز، إثر صدور حكم قضائي بوقف عمليات الترحيل إلى ليبيا.
مراكز احتجاز "جحيمية"
شبّهت الباحثة في شؤون حقوق الإنسان، الحقوقية حنان صلاح، وهي ضمن فريق "هيومن رايتس ووتش"، مراكز الاحتجاز الليبية بـ"الجحيم"، مؤكدة أن المهاجرين العائدين قسرًا إلى ليبيا يُحتجزون في ظروف مروعة تشمل الاكتظاظ، ونقص الطعام والمياه، إضافة إلى العنف الجنسي والتعذيب.
وأضافت أن بعض هؤلاء المهاجرين يُجبرون على العمل القسري، بينما يتعرض القاصرون منهم للاستغلال والانتهاك المنهجي.
وشددت المنظمة على أن السياسات الأمريكية إذا ما اتبعت نهج الترحيل القسري إلى ليبيا، فإنها ستنتهك القانون الدولي الذي يحظر إعادة الأشخاص إلى أماكن قد يتعرضون فيها للتعذيب أو سوء المعاملة.
ولفتت إلى أن ليبيا لا تُعد مكانًا آمنًا لإعادة أي لاجئ أو مهاجر بالنظر إلى الواقع الأمني والانتهاكات المستمرة في مراكز الاحتجاز.
إدانة للنهج الأوروبي
انتقدت المنظمة الحقوقية السياسات الأوروبية التي اعتمدت، على مدى سنوات، دعم خفر السواحل الليبي بالتقنيات والمراقبة الجوية، بهدف اعتراض المهاجرين في البحر المتوسط وإعادتهم إلى ليبيا.
ووصفت هذا الدعم بأنه تواطؤ مباشر في إرسال البشر إلى أماكن غير إنسانية، محذرة من أن النهج الأمريكي، إن استُكمل، سيكون تكرارًا للسياسة الأوروبية الفاشلة.
وأكد البيان أن المحكمة الأمريكية التي أصدرت حُكمًا بوقف عمليات الترحيل إلى ليبيا أنقذت الموقف في الوقت الراهن، لكنه أشار إلى أن هذا لا يعني بالضرورة أن إدارة ترامب قد تخلّت عن نيتها في تنفيذ ترحيلات مماثلة.
سوابق ترحيل جماعي
واستشهد البيان بسوابق ترحيل جماعي نفذتها إدارة ترامب إلى دول مثل السلفادور، رغم إدراكها للمخاطر القائمة هناك.
وأكدت أن العالم بأسره يدرك حجم الانتهاكات التي تحدث في مراكز الاحتجاز الليبية، من تعذيب وعنف جنسي إلى ظروف غير إنسانية تهدد حياة آلاف المهاجرين.
ودعت المجتمع الدولي إلى الضغط على الحكومات، لا سيما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لوقف أي سياسات تعيد اللاجئين إلى مناطق الصراع والانتهاكات.