"واشنطن بوست": نحو 9 آلاف أفغاني مهددون بالترحيل من الولايات المتحدة

"واشنطن بوست": نحو 9 آلاف أفغاني مهددون بالترحيل من الولايات المتحدة
تظاهرة لدعم الأفغان

أعلنت وزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة إنهاء العمل بإجراء "الحماية المؤقتة" (Temporary Protected Status - TPS) الممنوح للأفغان المقيمين على أراضيها، وذلك اعتبارًا من 12 يوليو المقبل.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، الاثنين، أن وزيرة الأمن الداخلي، كريستي ل. نويم، اتخذت هذا القرار بعد مراجعة داخلية أجرتها الوزارة بالتعاون مع مؤسسات حكومية أخرى، مشيرةً إلى ما وصفته بـ"تحسن ملحوظ في الأوضاع داخل أفغانستان".

وأشارت نويم في بيان رسمي إلى أن الأوضاع في أفغانستان لم تعد تستوفي المعايير القانونية المطلوبة لتجديد الحماية المؤقتة، وأن البرنامج يعود إلى "هدفه المؤقت الأصلي".

وأكدت الوزيرة أن وزارة الأمن الداخلي قامت بتقييم شامل للأوضاع السياسية والإنسانية والأمنية داخل أفغانستان، وخلصت إلى أن الاستقرار الجزئي الذي طرأ مؤخرًا لا يبرر استمرار حماية مؤقتة للأفغان المقيمين في الولايات المتحدة.

خلفية الحماية المؤقتة

أطلقت إدارة الرئيس السابق جو بايدن هذه الحماية المؤقتة في أعقاب الانسحاب العسكري الأمريكي من أفغانستان في عام 2021، مع تصاعد أعمال العنف وتدهور الأوضاع المعيشية في البلاد تحت حكم حركة طالبان.

استفاد من هذه الإجراءات ما يزيد على 9000 مواطن أفغاني تمكّنوا من البقاء في الولايات المتحدة بشكل قانوني مؤقت، وذلك بعد فرارهم من اضطرابات سياسية وأخطار أمنية في وطنهم.

وأثار قرار الإلغاء موجة من الانتقادات في أوساط المدافعين عن حقوق اللاجئين ومبادرات إعادة التوطين، الذين حذّروا من أن مئات العائلات قد تواجه خطر الترحيل القسري إلى بلد ما زال يشهد انتهاكاتٍ جسيمةً لحقوق الإنسان.

وقال رئيس حملة "أفغان إيفاك"، شون فان دايفر، إن القرار "غير واقعي ومتأثر بحسابات سياسية"، مؤكدًا أن الظروف في أفغانستان لم تتغير بالشكل الذي يُبرر مثل هذا التحوّل في سياسة الهجرة.

وأوضح رئيس الشؤون العامة في دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية، ماثيو تراجيسر، أن بعض الجهات "أساءت استخدام هذا البرنامج الإنساني"، ما دفع الوزارة إلى إعادة النظر في استمراره.

ورغم أن التصريح لم يتضمن أمثلة محددة على هذا الاستغلال، فإن مسؤولي الوزارة أشاروا إلى ضرورة الحفاظ على البرنامج لأغراضه الأصلية، وهي تقديم ملاذ مؤقت للأشخاص الذين يواجهون أخطارًا حقيقية في حال عودتهم إلى أوطانهم.

مخاوف من الترحيل القسري

حذّرت منظمات حقوقية من أن إنهاء الحماية المؤقتة يعني فعليًا أن آلاف الأفغان الذين فرّوا من بلادهم بعد عام 2021 سيكونون عرضة لفقدان تصاريح إقامتهم في الولايات المتحدة، ما يعرضهم لاحقًا لخطر الترحيل، خصوصًا بعد سبتمبر المقبل.

وأكد فان دايفر، أن "القرار يُعد نكسة أخلاقية وسياسية تجاه أناس خاطروا بحياتهم إلى جانب القوات الأمريكية، وآمنوا بوعود واشنطن، وبنوا حياتهم من جديد داخل المجتمع الأمريكي".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية