كارثة إنسانية تتفاقم.. "الأونروا" تحذر من خطر المجاعة في غزة
كارثة إنسانية تتفاقم.. "الأونروا" تحذر من خطر المجاعة في غزة
حذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم الثلاثاء، من استمرار خطر المجاعة الشديدة التي تهدد سكان قطاع غزة، بعد مرور 19 شهرًا من القصف والقيود المشددة على دخول المساعدات الإنسانية.
وأكدت الوكالة في منشور على منصة "إكس"، أن آلاف العائلات النازحة فقدت القدرة على تلبية احتياجاتها الأساسية، بسبب النزوح المتكرر واستمرار الحصار، ما يجعلها عرضة للانهيار التام.
شددت "الأونروا" على ضرورة رفع الحصار المفروض على القطاع، والسماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية دون عراقيل، مشيرة إلى أن الوضع الراهن لم يعد يحتمل أي تأخير أو مماطلة في تلبية احتياجات السكان المنكوبين.
وقالت الوكالة إن نقص الغذاء والمياه والرعاية الصحية يعرض حياة المدنيين للخطر اليومي، خاصة في ظل تصاعد الأوضاع الأمنية وغياب الملاجئ الآمنة.
المجاعة نتيجة سياسات متعمدة
وفي سياق متصل، أصدرت منظمة "أوكسفام" الدولية، أمس الاثنين، بيانًا قالت فيه إن أزمة المجاعة في غزة ليست نتيجة ظرف طارئ، بل ناتجة عن سياسات متعمدة ومخطط لها من قبل السلطات الإسرائيلية، التي تمنع دخول المساعدات الغذائية والدوائية منذ أشهر.
وأشارت المنظمة الدولية إلى أن الكتلة السكانية المهددة بالمجاعة في غزة هي الأكبر في العالم حاليًا.
وأكدت المنظمة أن فرقها العاملة على الأرض تشهد بشكل يومي مشاهد مأساوية، حيث يعاني الأطفال من سوء تغذية حاد جعل بعضهم عاجزين حتى عن البكاء، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في المنطقة.
وأوضحت أن الجهود الإنسانية باتت شبه مشلولة بسبب الحصار، والانهيار الكامل للبنية التحتية، واستهداف قوافل الإغاثة بشكل متكرر.
انهيار الهدنة وتفاقم الأزمة
تفاقمت الأوضاع منذ أوائل مارس الماضي، عقب انهيار المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية في يناير 2025.
ومنذ ذلك الحين، فرضت إسرائيل قيودًا غير مسبوقة على دخول المساعدات عبر المعابر الحدودية، ما أدى إلى تدهور الوضع الغذائي والصحي لأكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في غزة.
ووفق تقارير إنسانية متعددة، فإن غالبية سكان غزة نزحوا أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية، ويعيشون في ظروف لا تصلح للعيش الآدمي، داخل مخيمات مكتظة تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة.
وتقول "الأونروا" إن أكثر من 80% من سكان القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي، في ظل غياب أي أفق سياسي لحل الأزمة.
مطالبات بوقف الكارثة
دعت منظمات الإغاثة الدولية والأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف الكارثة، وضمان دخول الغذاء والدواء والوقود إلى غزة، وفتح ممرات إنسانية آمنة، محذرين من أن الاستمرار في هذا النهج سيؤدي إلى وفاة الآلاف جوعًا ومرضًا في الأسابيع القادمة.
كما شددوا على أن الاستجابة الإنسانية يجب ألا تكون رهينة للتجاذبات السياسية والعسكرية.