الأمم المتحدة تبدي قلقها إزاء تفاقم الوضع الأمني في العاصمة الليبية

الأمم المتحدة تبدي قلقها إزاء تفاقم الوضع الأمني في العاصمة الليبية
الأمم المتحدة- أرشيفية

أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، اليوم الثلاثاء، عن قلق بالغ إزاء تفاقم الوضع الأمني في العاصمة طرابلس، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين جماعات مسلحة باستخدام الأسلحة الثقيلة، داخل أحياء سكنية مكتظة بالسكان. 

وأكدت البعثة في بيان رسمي، أن القتال المتصاعد "يهدد أرواح المدنيين بشكل مباشر ويعرضهم لخطر جسيم"، داعية كل الأطراف المنخرطة إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية واستعادة الهدوء.

وشدد البيان الأممي على أن "الهجمات التي تستهدف المدنيين أو البنى التحتية المدنية قد ترقى إلى جرائم حرب بموجب القانون الدولي"، داعية جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، لا سيما ما يتعلق بحماية المدنيين في جميع الأوقات.

اغتيال يزيد التوتر

وفي تطور لافت، أكدت مصادر عسكرية مقتل عبدالغني الككلي، آمر جهاز الدعم والاستقرار في طرابلس، وهو ما فاقم التوترات في العاصمة، وأشعل المواجهات بين جهازه وقوات أخرى تابعة لـ"القوة الأمنية المشتركة" التي قدمت من مدينة مصراتة. 

ويُعد الككلي من أبرز القيادات الأمنية في طرابلس، وقد لعب دورًا محوريًا في الصراعات المسلحة التي شهدتها العاصمة في السنوات الأخيرة.

وأفاد مصادر ليبية بأن سلطات الطيران بدأت بإخلاء مطار معيتيقة الدولي من الطائرات، ونقلها إلى مطار مصراتة، في إجراء احترازي وسط تصاعد الاشتباكات في محيط العاصمة. 

وأعلنت جامعة طرابلس تعليق الدراسة والامتحانات والأنشطة الإدارية بالكامل حتى إشعار آخر، فيما دعت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية المواطنين إلى التزام منازلهم وعدم الخروج بسبب خطورة الوضع الأمني.

صراع على النفوذ

تتواصل الاشتباكات بين جهاز الدعم والاستقرار المتمركز في العاصمة، والقوة الأمنية المشتركة المدعومة من مدينة مصراتة، في ما يبدو أنه صراع متجدد على النفوذ والسيطرة في طرابلس. 

وتعيش العاصمة الليبية حالة من الانفلات الأمني المتكرر منذ سنوات، بسبب تعدد الفصائل المسلحة وغياب سلطة موحدة تمتلك السيطرة الكاملة على مؤسسات الدولة.

تأتي هذه التطورات في ظل جمود العملية السياسية وعدم التوصل إلى توافق بين الأطراف الليبية على إجراء انتخابات أو توحيد مؤسسات الدولة. 

وحذّرت الأمم المتحدة مرارًا من أن استمرار الانقسام السياسي وتعدد مراكز القرار العسكري يُهدد بانهيار شامل للوضع الأمني والاقتصادي في البلاد.

دعوات دولية لضبط النفس

طالبت بعثة الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار فورًا، وتغليب لغة الحوار على العنف، مجددة دعوتها إلى عودة جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات، باعتبار أن المسار السياسي هو السبيل الوحيد لحل النزاع في ليبيا. 

ودعت الجهات الدولية الفاعلة إلى ممارسة ضغوط جدية على قادة الفصائل المسلحة، لمنع انزلاق البلاد إلى فوضى جديدة تعرّض المدنيين والبنية التحتية للخطر.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية