هيئة قناة السويس تخفّض رسوم العبور 15% لاستعادة حركة الملاحة الدولية

هيئة قناة السويس تخفّض رسوم العبور 15% لاستعادة حركة الملاحة الدولية
سفينة تعبر قناة السويس - أرشيف

أعلنت هيئة قناة السويس، الثلاثاء، خفض رسوم عبور السفن بنسبة 15 بالمئة لمدة 90 يوماً، في خطوة تهدف إلى جذب شركات الشحن العالمية مجددًا إلى الممر المائي الحيوي الذي تضرر بشدة بسبب التوترات المستمرة في البحر الأحمر.

وأكد الفريق أسامة ربيع، رئيس الهيئة، أن القرار سيدخل حيّز التنفيذ اعتبارًا من يوم غد الخميس، مشيرًا إلى أن التخفيض يستهدف تحديدًا سفن الحاويات التي تبلغ حمولتها الصافية 130 ألف طن فأكثر، سواء كانت محمّلة أو فارغة وفق فرانس برس.

وأوضح ربيع أن "القرار يأتي في ضوء استقرار نسبي تشهده الأوضاع الأمنية في البحر الأحمر، وسعي الهيئة لتشجيع الخطوط الملاحية الكبرى على العودة لاستخدام قناة السويس".

خسائر بالمليارات بسبب الحرب

كشف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الشهر الماضي، أن قناة السويس خسرت نحو 7 مليارات دولار من إيراداتها خلال عام 2024، نتيجة الهجمات التي استهدفت سفنًا تجارية في مضيق باب المندب على خلفية الحرب الجارية في غزة.

وأدى تصاعد التهديدات في البحر الأحمر إلى تحوّل كثير من خطوط الشحن إلى مسارات أطول وأكثر كلفة حول رأس الرجاء الصالح، متجنبين قناة السويس التي تربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط.

وتوصلت الولايات المتحدة وجماعة الحوثي، الأسبوع الماضي، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة عُمانية، تضمن تعهّد الطرفين بعدم استهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر وباب المندب.

لكن الحوثيين أوضحوا أن الاتفاق لا يشمل السفن الإسرائيلية، التي قالوا إنها ستظل "عرضة للاستهداف" إذا عبرت تلك الممرات، ما يُبقي الأخطار الأمنية قائمة في وجه الملاحة الدولية.

استهداف متصاعد للسفن

بدأ الحوثيون، المتحالفون مع إيران، حملة استهداف ممنهجة لسفن شحن تُتهم بأنها مرتبطة بإسرائيل أو تتجه نحوها، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر 2023. وأعلنوا أن تلك الهجمات تأتي "تضامنًا مع الفلسطينيين".

وردّت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بسلسلة من الضربات الجوية على مواقع حوثية داخل اليمن، ما زاد من حدة التوتر الإقليمي، وأدى إلى توسيع نطاق تهديد الملاحة ليشمل سفنًا أميركية وبريطانية.

وتُعد قناة السويس شريانًا حيويًا في التجارة العالمية، حيث كانت قبل الأزمة تمرّ عبرها نحو 10٪ من إجمالي التجارة البحرية العالمية. وتُعد إيرادات القناة مصدرًا رئيسيًا للنقد الأجنبي لمصر، إلى جانب السياحة وتحويلات المصريين في الخارج.

إعادة إحياء مكانة القناة

ويأمل المسؤولون المصريون أن تسهم هذه الحوافز المؤقتة في إعادة إحياء مكانة القناة كممر ملاحي رئيسي، على الرغم من استمرار التهديدات الأمنية في الإقليم.

قناة السويس، التي افتُتحت عام 1869، تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، وتُعد من أكثر الممرات البحرية أهمية استراتيجية في العالم، خصوصًا في ظل اعتماد أوروبا وآسيا وأفريقيا عليها في حركة البضائع والطاقة.

وتأتي الإجراءات المصرية الأخيرة ضمن سلسلة محاولات لامتصاص تداعيات التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، التي أثّرت بشكل مباشر في التجارة العالمية وطرق الإمداد البحرية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية