تقرير أممي يكشف معاناة 295 مليون شخص في 53 دولة بسبب النزاعات
تقرير أممي يكشف معاناة 295 مليون شخص في 53 دولة بسبب النزاعات
ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع الحاد إلى مستوى قياسي غير مسبوق، حيث بلغ 295.3 مليون إنسان في 53 دولة، وفقاً لتقرير صادر اليوم الجمعة ومدعوم من الأمم المتحدة، وسط تحذيرات من أن النزاعات المسلحة أصبحت العامل الأبرز الذي يدفع الملايين نحو حافة المجاعة.
وأفاد "التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية"، الصادر بدعم من شبكة معلومات الأمن الغذائي العالمي (FSIN)، بأن هذه هي السنة السادسة على التوالي التي يشهد فيها العالم زيادة في أعداد الأشخاص الذين يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهو ما يشير إلى تفاقم أزمة عالمية طويلة الأمد، تغذيها الحروب والصدمات المناخية والأزمات الاقتصادية المتكررة، وفق وكالة "فرانس برس".
وهاجم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في مقدمة التقرير، تقاعس المجتمع الدولي، قائلاً إن "الجوع في القرن الحادي والعشرين لا يُبرر، ولا يمكننا أن نتعامل مع المعدة الخاوية بأيادٍ فارغة وظهور تُدار لها".
وأكد غوتيريش أن الجوع الكارثي الناتج عن النزاعات "بلغ مستويات قياسية جديدة، من غزة إلى السودان، مروراً باليمن ومالي، دافعاً العائلات نحو حافة المجاعة"، محذراً من أن ثلث الإنتاج الغذائي العالمي يُفقد أو يُهدر رغم تزايد الحاجة الماسة إليه.
النزاعات.. ثم المناخ والاقتصاد
أظهر التقرير أن النزاعات المسلحة والعنف كانت السبب الأول للجوع الحاد في 20 دولة ومنطقة، حيث طالت 140 مليون شخص، ما يثبت أن الحروب لا تزال العامل الأكثر فتكاً بالأمن الغذائي حول العالم.
وفي المقابل، كانت الظروف الجوية المتطرفة –من جفاف وفيضانات وعواصف– السبب الأساسي في 18 بلداً آخر، بينما جاءت الأزمات الاقتصادية في المرتبة الثالثة كمسبب للجوع الحاد في 15 دولة، أثرت على نحو 155 مليون شخص.
وحذّر التقرير من أن العالم قد يواجه سيناريوهات أكثر قتامة في عام 2025، في ظل القرارات المتكررة من قبل الدول المانحة بتقليص دعمها للمساعدات الإنسانية، ما قد يقوّض قدرات الاستجابة العاجلة في أكثر المناطق تضرراً.
إفريقيا والشرق الأوسط الأشد تضرراً
أبرز التقرير أن غالبية البلدان المتضررة من الجوع الحاد تقع في إفريقيا والشرق الأوسط، مع تسجيل أوضاع كارثية في دول مثل السودان وغزة واليمن ومالي وأفغانستان، حيث أدى النزاع إلى نزوح الملايين وحرمانهم من سبل العيش والوصول إلى الغذاء.
وبينما تعاني هذه الدول من أزمات مزمنة، تتعمق مأساة السكان في ظل ضعف الأنظمة الصحية، وانهيار البنى التحتية، وتدهور سلاسل الإمداد، ما يفاقم خطر المجاعة ويعطل أي فرص للتعافي أو الاستقرار.
وفي ختام التقرير، شدد غوتيريش على أن ما يحدث "ليس مجرد فشل للأنظمة الاقتصادية والسياسية، بل فشل للضمير الإنساني"، ودعا الحكومات والمجتمع الدولي إلى اتخاذ تدابير فورية، تشمل زيادة التمويل الإنساني، ودعم الزراعة المستدامة، وتحقيق السلام في مناطق النزاع، لوقف التدهور المستمر في الأمن الغذائي العالمي.
ويبقى التحدي الأكبر، بحسب الأمم المتحدة، هو تحقيق استجابة شاملة وسريعة قبل أن تتحول المجاعات المحتملة إلى وقائع مروعة في حياة ملايين الأسر المنكوبة حول العالم.