عواصف مدمّرة تضرب وسط الولايات المتحدة وتخلّف 16 قتيلاً
عواصف مدمّرة تضرب وسط الولايات المتحدة وتخلّف 16 قتيلاً
أودت عواصف عنيفة اجتاحت أجزاءً من الغرب الأوسط الأمريكي، بحياة 16 شخصًا على الأقل، بينهم تسعة لقوا حتفهم في "حادثة خسائر بشرية جماعية" ناتجة عن إعصار ضرب ولاية كنتاكي، وفق ما أعلنت السلطات المحلية، السبت.
وقالت الشرطة في مقاطعة لوريل بجنوب شرق كنتاكي، إن الإعصار ضرب المنطقة في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، متسببًا بدمار واسع وسقوط قتلى ومصابين، في حين لا تزال عمليات البحث عن ناجين جارية وفق صحيفة "الغارديان البريطانية".
البحث عن ناجين
وأوضح مكتب الشريف جون روت، في بيان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن فرق الإنقاذ تواصل "تمشيط المنطقة المتضررة بحثًا عن ناجين"، وأكد المتحدث باسم المكتب، جيلبرت أكسياردو، أن "أطقم الإنقاذ عملت طول الليل على الأرض، وما زالت الجهود مستمرة".
وقال حاكم ولاية كنتاكي، آندي بشير، إن الحدث "مأساوي"، مشيرًا إلى أن مكتبه سيعلن المزيد من التفاصيل فور توافرها.
من جانبه، وصف عمدة مدينة لندن بولاية كنتاكي، راندال ويدل، الوضع بأنه "مدمّر تمامًا"، مضيفًا: "لقد تغيّرت حياة الناس إلى الأبد هنا الليلة.. ما رأيته يفوق الوصف".
خسائر وأضرار
وكانت هذه العواصف جزءًا من نظام طقس عنيف اجتاح عدداً من الولايات يوم الجمعة، متسببًا بسقوط سبعة قتلى في ولاية ميزوري، إلى جانب أعاصير في ويسكونسن، وانقطاع واسع للتيار الكهربائي عن مئات الآلاف من السكان في منطقة البحيرات العظمى، فضلاً عن موجة حرّ قاسية اجتاحت تكساس.
وفي مدينة سانت لويس بولاية ميزوري، أكدت رئيسة البلدية كارا سبنسر مقتل خمسة أشخاص على الأقل، مشيرة إلى أن أكثر من خمسة آلاف منزل تضررت من الفيضانات، وقالت: "هذا وضع مدمر للغاية"، معلنة حالة الطوارئ وفرض حظر تجول ليلي في الأحياء المتأثرة.
وتعرضت مدينة كلايتون القريبة من سانت لويس لإعصار ضربها ما بين الساعة 2:30 و2:50 ظهرًا بالتوقيت المحلي، حسب هيئة الأرصاد الجوية الوطنية، وشمل الإعصار منطقة فورست بارك الشهيرة، التي تضم حديقة الحيوانات ومواقع تاريخية.
في الأثناء، لقي شخص مصرعه في كنيسة "سينتينيال المسيحية" بعد انهيار جزئي للمبنى، بحسب مسؤولين، فيما تم إنقاذ ثلاثة أشخاص آخرين من بين الأنقاض. وأفاد شهود بأن الرياح كانت عاتية للغاية وسادت حالة من الهلع قبل أن تنقطع الكهرباء بشكل مفاجئ.
كما استقبل مستشفى بارنز-جويش ما بين 20 و30 مصابًا، بعضهم في حالة خطرة، في حين استقبل مستشفى الأطفال 15 طفلًا، لا يزال اثنان منهم تحت الرعاية.
وفي مقاطعة سكوت، جنوب سانت لويس، أكد قائد الشرطة مقتل شخصين آخرين وإصابة عدد من السكان، مع تسجيل تدمير واسع لعدد من المنازل.
وتسببت العواصف أيضًا في اقتلاع الأشجار، وانهيار إشارات المرور، وتعطيل حركة السير، فيما ناشدت السلطات السكان البقاء في منازلهم وتوخي الحذر.
وقال أحد السكان ويدعى جيفري سيمونز، إنه لجأ إلى القبو مع شقيقه بعد سماع الإنذار، مضيفًا: "الأضرار التي رأيتها بعد ذلك كانت مرعبة... لقد تمزق كل شيء".
وفي متحف سانت لويس للفنون، تم إجلاء نحو 150 شخصًا إلى الطابق السفلي في أثناء مرور العاصفة، فيما أعلنت حديقة حيوان سانت لويس عن إغلاق أبوابها مؤقتًا بسبب الأضرار، مؤكدة في الوقت نفسه أن جميع الحيوانات آمنة.
ظواهر مناخية متطرفة
وتأتي هذه الفيضانات في سياق سلسلة من الظواهر المناخية الشديدة التي تشهدها مناطق متفرقة من العالم، حيث سجلت الأرض ارتفاعاً في متوسط درجة حرارتها بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية العصر الصناعي، ما أدى إلى تفاقم موجات الطقس المتطرف، من فيضانات وأعاصير وحرائق غابات وجفاف وتصحر.
وتشير تقارير علمية إلى أن استمرار ارتفاع درجات الحرارة دون تدخل دولي فاعل للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة قد يؤدي إلى تسارع هذه الظواهر وتزايد آثارها المدمّرة على الإنسان والبيئة.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية أصبحت في منطقة الخطر"، مشدداً على أن "لا دولة في مأمن من تداعيات التغير المناخي"، ومطالباً بتحرك عالمي عاجل لمواجهة الأزمة.