حركة "M23" ترحّل مئات المدنيين من الكونغو إلى رواندا وسط انتقادات حقوقية وأممية

حركة "M23" ترحّل مئات المدنيين من الكونغو إلى رواندا وسط انتقادات حقوقية وأممية
عناصر في حركة M23 المسلحة بالكونغو

 

رحّلت حركة M23 المسلحة، التي تسيطر على مدينة غوما في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، أكثر من 300 مدني إلى رواندا، يوم السبت، مدعية أنهم "رعايا روانديون غير نظاميين"، بحسب ما أفادت وكالة فرانس برس.

قدّمت الحركة هؤلاء المدنيين في ملعب الوحدة الرئيسي في غوما، يوم الاثنين الماضي، حيث عرض المتحدث العسكري باسمها، ويلي نغوما، 181 رجلاً على أنهم "مواطنون روانديون لا يحملون وثائق قانونية"، رغم حملهم بطاقات هوية كونغولية.

إحراق وثائق الهوية 

أشعل مسلحو الحركة النار في وثائق الهوية الكونغولية الخاصة بهؤلاء الأفراد أمام الحضور ووسائل الإعلام، في مشهد استعراضي أثار انتقادات حقوقية، قبل أن تنضم إليهم عائلاتهم من نساء وأطفال.

وصلت العائلات على متن شاحنات استأجرتها الحركة، بحسب شهادات وشهود عيان، حيث تم نقلهم قسريًا في قافلة كبيرة عبرت الحدود إلى منطقة روبافو غرب رواندا.

مسنّون وأطفال ضمن المُرحّلين 

قال رجل مسن يدعى إريك، إنه ينحدر من بلدة كارينغا شمال كيفو، وهي منطقة تعد معقلًا تاريخيًا للقوات الديمقراطية لتحرير رواندا، وهي مجموعة مسلحة تضم قيادات سابقة من الهوتو يُشتبه بمشاركتهم في إبادة التوتسي عام 1994.

ورجّحت مصادر أمنية وإنسانية أن غالبية العائلات المُرحّلة تنتمي إلى هذه البلدة، وأن حركة M23 منعتها من العودة إليها بعد سيطرتها على غوما.

انتهاك صريح للقانون الدولي

صرّحت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، يوجين بيون، أن المفوضية سجلت ترحيل 360 شخصًا على متن حافلات من غوما، السبت، مؤكدة أن "العودة إلى الوطن يجب أن تكون طوعية وآمنة وتتم بكرامة".

وأكدت أن ما جرى يتعارض مع مبدأ عدم الإعادة القسرية المعترف به دولياً.

أوضاع أمنية متوترة

سبق للحركة أن سلّمت، مطلع مارس الماضي، 20 مقاتلًا مشتبها بهم من القوات الديمقراطية لتحرير رواندا إلى السلطات الرواندية، وكانوا يرتدون زي الجيش الكونغولي.

وتبرر M23 حملاتها المسلحة في شرق الكونغو بالحاجة إلى "تحييد" هذه القوات التي تتهم كينشاسا بدعمها، وسط تبادل اتهامات متواصل بين الكونغو ورواندا بخصوص دعم مجموعات مسلحة تنشط على الحدود.

تعد حركة M23 إحدى أبرز الجماعات المسلحة الناشطة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقد أعادت إحياء تمردها في 2021 بعد هدنة دامت قرابة عشر سنوات، وتتهم كينشاسا رواندا بدعم الحركة عسكريًا، وهو ما تنفيه كيغالي، وقد تصاعدت حدة النزاع بين الطرفين، ما تسبب في نزوح عشرات الآلاف، وسط اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق بحق المدنيين، بما في ذلك التهجير القسري والتجنيد الإجباري للأطفال.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية