الكونغو ومتمردو «إم 23» يتعهدون بوقف فوري لإطلاق النار

الكونغو ومتمردو «إم 23» يتعهدون بوقف فوري لإطلاق النار
عناصر من الجيش الكونغولي- أرشيف

أعلنت حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وحركة "إم 23" المتمردة عن اتفاق مبدئي للعمل على التوصل إلى هدنة ووقف إطلاق نار في شرق البلاد، وذلك في بيان مشترك صدر عقب محادثات وصفت بـ"الصريحة والبنّاءة" جرت برعاية قطرية في العاصمة الدوحة.

أوضح البيان، الذي بثه التلفزيون الرسمي الكونغولي ونقله أيضاً الناطق باسم حركة "إم23"، أن الجانبين اتفقا على ضرورة العمل من أجل وقف فوري للأعمال القتالية، مؤكدين التزامهما باحترام هذه التهدئة خلال كامل فترة المحادثات وحتى التوصل إلى اتفاق نهائي، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الخميس.

خطوة على طريق التهدئة

وأشاد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، في منشور له على منصة "إكس" يوم الخميس، بالبيان المشترك، معتبراً أنه خطوة مهمة على طريق التهدئة

وقال: "تشجع دولة قطر الطرفين على مواصلة هذا الحوار بروح بناءة، والعمل على التوصل إلى اتفاق يتماشى مع تطلعات الشعب الكونغولي للسلام والتنمية".

وأكّد مصدر مطلع على المحادثات، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، أن الجولة الأخيرة كانت تمهّد الطريق لمفاوضات أعمق تهدف إلى وضع أسس تسوية سياسية شاملة، متوقعاً أن يعود الجانبان إلى الدوحة في الأسابيع المقبلة لاستئناف المحادثات.

صراع معقد شرق الكونغو

اتهمت الأمم المتحدة وعدد من الحكومات الغربية، لا سيما الولايات المتحدة، رواندا بدعم حركة "إم23" المتمردة التي جدّدت القتال في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ عام 2021، لكن كيغالي تنفي هذه الادعاءات بشكل قاطع. 

وكان مبعوث أمريكي قد طالب الأسبوع الماضي بانسحاب القوات الرواندية من الأراضي الكونغولية.

وتخوض حركة "إم 23"، المعروفة بتكوينها من متمردين ينحدرون من أقلية التوتسي، قتالاً شرساً ضد القوات الحكومية منذ قرابة ثلاث سنوات، وتمكنت مؤخراً من السيطرة على مدن رئيسية في ولايتي شمال وجنوب كيفو، بما في ذلك مدينة غوما وبوكافو، في تصعيد أثار القلق الدولي.

وأُبرمت منذ عام 2021 أكثر من عشر اتفاقيات هدنة بين الحكومة والمتمردين، إلا أن جميعها فشل في تحقيق تهدئة مستدامة على الأرض، حيث يعود القتال بعد كل جولة مفاوضات، وسط اتهامات متبادلة بخرق الاتفاقات واستغلال الموارد الطبيعية.

ثروات ونزاعات مزمنة

يُعتبر شرق الكونغو من أغنى المناطق بالموارد الطبيعية في إفريقيا، بما في ذلك الذهب والكوبالت والمعادن النادرة، مما جعله ساحة لصراعات إقليمية ودولية معقدة.. وتتنازع قوى محلية وميليشيات مسلحة وحتى جيوش أجنبية النفوذ في المنطقة منذ أكثر من عقدين.

وتحاول الحكومة الكونغولية، بدعم من حلفائها، كسر النفوذ المتصاعد لحركة "إم 23" واستعادة السيطرة على المناطق التي سقطت في أيديها، وسط نزوح جماعي للمدنيين وتدهور الأوضاع الإنسانية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية