"المرصد الأورومتوسطي": إسرائيل صعّدت جرائمها في غزة عقب الإفراج عن ألكسندر
"المرصد الأورومتوسطي": إسرائيل صعّدت جرائمها في غزة عقب الإفراج عن ألكسندر
سجّل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تصاعدًا خطرًا في وتيرة القتل الجماعي للفلسطينيين في قطاع غزة منذ لحظة الإفراج عن الجندي الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكساندر في 12 مايو الجاري، حيث قتلت قوات الجيش الإسرائيلي ما معدله 81 فلسطينيًا يوميًا بالقصف المباشر، فيما قضى 17 آخرون يوميًا بسبب الجوع وغياب الرعاية الطبية الأساسية.
واتهم المرصد الأورومتوسطي -في بيان له الأحد- سلطات إسرائيل باتباع سياسة ممنهجة قائمة على الأرض المحروقة والتدمير الشامل لما تبقّى من الأحياء والبنية التحتية، في إطار محاولة لإفناء المجتمع الفلسطيني في غزة، مشيرًا إلى أن العدوان المستمر منذ أكثر من 19 شهرًا يعتمد على أدوات القتل الجماعي والتجويع والتشريد القسري.
وثّق المرصد إصدار 10 أوامر تهجير قسري خلال نفس الفترة، استهدفت مناطق شمالي القطاع وغرب مدينة غزة وشرق دير البلح، ما أدى إلى نزوح أكثر من 300 ألف شخص قسرًا، دون توفير أي ممرات آمنة أو أماكن بديلة، في ظل انعدام المأوى ودمار مراكز الإيواء.
رصد المرصد مشاهد مأساوية لعشرات الآلاف من المدنيين، بينهم أطفال ونساء ومسنون ومرضى، يفترشون الأرض تحت أشعة الشمس الحارقة أو بين الأنقاض، بلا ماء نظيف أو غذاء كافٍ أو خدمات طبية، مؤكدًا أن عملية النزوح تحوّلت إلى أداة للموت البطيء بدلًا من أن تكون وسيلة للنجاة.
الجوع كسلاح قتل
حذّر المرصد من أن المدنيين في غزة يموتون جوعًا تحت القصف، مشيرًا إلى أن معظم العائلات لا تملك سوى وجبة واحدة كل يوم أو يومين، واعتبر أن الجوع أصبح أداة إبادة جماعية تُستخدم بوحشية ضد سكان غزة.
أوضح المرصد أن الحصار الكامل المفروض منذ 2 مارس الماضي تجاوز كونه عاملًا يُفاقم المأساة، وأصبح أداة مباشرة في تنفيذ جريمة الإبادة الجماعية، مؤكدًا أن الفئات الأكثر هشاشة هي المتأثرة الرئيسية بهذا الحصار.
واستنكر المرصد تصريحات المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، "ستيف ويتكوف"، التي زعم فيها أن بلاده لا ترغب في وقوع أزمة إنسانية في غزة، وقال المرصد إن الواقع على الأرض يفند تلك التصريحات، إذ تحولت الكارثة في غزة إلى إبادة جماعية تُنفّذ تحت غطاء سياسي وعسكري أمريكي.
دعوات للمحاسبة الدولية والعقوبات
دعا المرصد المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف الإبادة الجماعية، من خلال تنفيذ أوامر القبض الدولية الصادرة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع السابق، وفرض عقوبات دبلوماسية وعسكرية واقتصادية على إسرائيل، وكذلك حظر تصدير الأسلحة والمنتجات ذات الاستخدام المزدوج إليها، وتجميد أصول المسؤولين الإسرائيليين المتورطين وفرض حظر سفر عليهم، إلى جانب تفعيل قوانين الولاية القضائية العالمية لمحاسبة مرتكبي الجرائم دون حصانة.
وأكد المرصد أن الحقوق الأساسية للمدنيين في غزة لا تُقايض ولا تُؤجل، وأن ضمان الحق في الحياة والغذاء والكرامة هو التزام قانوني دولي غير قابل للتفاوض، مطالبًا جميع الدول بالوفاء بواجباتها القانونية الفورية لوقف الجرائم والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني.
تشهد غزة منذ 7 أكتوبر 2023 عدوانًا إسرائيليًا واسع النطاق خلّف عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين، معظمهم من المدنيين، وأدى إلى تدمير غير مسبوق للبنية التحتية، والمرافق الصحية والتعليمية، وموجات نزوح جماعي متكررة، وبحسب المنظمات الحقوقية، تنفّذ إسرائيل سياسات ممنهجة تقوم على الحصار والتجويع والقتل الجماعي، ما يُعد وفق القانون الدولي أفعالًا تندرج تحت جريمة الإبادة الجماعية، في ظل غياب المساءلة الدولية الفعلية واستمرار الدعم السياسي والعسكري الأمريكي.