العثور على مقبرة جماعية وسط العاصمة الليبية طرابلس

العثور على مقبرة جماعية وسط العاصمة الليبية طرابلس
عناصر من الأمن الليبي - أرشيف

أعلن جهاز أمني ليبي، عن اكتشاف مقبرة جماعية تضم جثث 10 أشخاص على الأقل، في منطقة أبو سليم وسط العاصمة طرابلس، وذلك بعد أيام من اشتباكات عنيفة اندلعت بين مجموعات مسلحة متنازعة، مما يعكس استمرار حالة الفوضى والانفلات الأمني التي تعيشها البلاد منذ سنوات.

وأفادت وكالة الأنباء الليبية الرسمية (وال)، مساء الاثنين، بأن "اللواء 444 قتال" التابع لحكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة، كشف عن المقبرة خلال عملية أمنية نفذها في أحد المواقع التي كانت خاضعة لسيطرة جماعة مسلحة مرتبطة بعبد الغني الككلي، الملقب بـ"غنيوة"، والذي لقي مصرعه في اشتباكات الأسبوع الماضي.

وأوضح المتحدث باسم اللواء 444، أن المقبرة تم العثور عليها داخل مقر في منطقة أبو سليم، بعد القبض على عدد من أفراد العصابة التابعة لبلقاسم بن غنيوة الككلي، الذي يُعتقد أنه كان يدير سجونا سرية في المنطقة.

جثث لرجال ونساء

باشرت الفرق الميدانية فورًا، بحسب المصدر ذاته، عمليات انتشال الجثث التي تبين أنها تعود لرجال ونساء، وسط إجراءات دقيقة تراعي الجوانب القانونية والإنسانية، وبإشراف النيابة العامة.

وأعلن جهاز المباحث الجنائية، بدء عملية توثيق وتحليل للجثث بهدف تحديد هوية الضحايا، عبر فحوصات الطب الشرعي والإجراءات الفنية المعتمدة، وذلك بالتعاون مع الجهات المختصة.

وسبق للسلطات الأمنية الليبية، أن أعلنت خلال الأسابيع الماضية عن اكتشاف مقابر جماعية في مناطق متفرقة من البلاد، مثل الكفرة والواحات، ما أثار في حينه قلق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، والتي دعت -في بيان صدر في فبراير الماضي- إلى تحقيق سريع وشفاف لضمان محاسبة الجناة.

ويعد هذا الاكتشاف، الأول من نوعه الذي يتم الإعلان عنه في قلب العاصمة طرابلس، وفي منطقة ذات دلالة أمنية حساسة، إذ كانت أبو سليم خاضعة لسيطرة "غنيوة"، أحد أبرز قادة التشكيلات المسلحة، والذي اتهمته تقارير حقوقية بارتكاب انتهاكات واسعة.

اتهامات لقائد فصيل مسلح

اتهم رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، القيادي الراحل "غنيوة" بفرض سلطته على منطقة أبو سليم، وإقامة سجون غير قانونية بها "زنازين مساحتها متر مربع واحد"، مشيرًا إلى أن أساليب التعذيب داخلها شملت "المناشير الكهربائية"، على حد قوله.

وأكد الدبيبة، في كلمة ألقاها ليلة السبت/ الأحد الماضي، أن من يخالف "غنيوة" كان مصيره إما السجن أو القتل، مضيفًا أن "رصاصة الرحمة كانت أهون على السجناء من تلك المعاناة"، بحسب وصفه.

وتزامن خطاب الدبيبة، مع حالة من التوتر الأمني خيمت على العاصمة، عقب اندلاع اشتباكات مسلحة بين قوات "غنيوة" وقوات اللواء 444 قتال، بداية من يوم الاثنين الماضي وحتى الساعات الأخيرة من ليل الأربعاء/ الخميس.

هدوء حذر في طرابلس

شهدت العاصمة طرابلس، خلال اليومين الماضيين هدوءًا حذرًا بعد انتهاء الاشتباكات، حيث عادت الحركة المرورية تدريجيًا في معظم الشوارع الرئيسية، فيما بقي طريق السكة مغلقًا في الاتجاهين نتيجة قربه من مقر رئاسة الحكومة، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية.

تعكس هذه التطورات، استمرار الفوضى الأمنية في ليبيا التي تعاني من انقسام سياسي عميق منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، حيث تتنافس حكومتان على السلطة، إحداهما برئاسة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس، وتحظى باعتراف دولي، والأخرى كلفها مجلس النواب وتتمركز في بنغازي، وتدير شرق البلاد ومدنًا جنوبية.

وتفاقمت الانقسامات، في ظل انتشار واسع للتشكيلات المسلحة وغياب جيش موحد، ما جعل العاصمة والمناطق المجاورة عرضة لخروقات أمنية متكررة، كما أدى لتكرار جرائم القتل والاختفاء القسري والمقابر الجماعية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية