"الأونروا": الوضع في غزة "مروع ولا يُغتفر"
"الأونروا": الوضع في غزة "مروع ولا يُغتفر"
قالت لويز ووتريدج، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، إن سكان قطاع غزة يعيشون تحت الحصار، بدون إمدادات، ويتعرضون للتجويع والقصف يومياً، مؤكدة أن الوضع هناك "مروع ولا يُغتفر".
جاءت تصريحات ووتريدج خلال مؤتمر صحفي عقدته وكالات الأمم المتحدة في جنيف عبر تقنية الفيديو من العاصمة الأردنية عمّان الثلاثاء، حيث ظهرت داخل مستودع مكتظ بالمساعدات العاجزة عن الوصول إلى القطاع المحاصر وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
مستودعات ممتلئة وأيادٍ مقيدة
أوضحت ووتريدج أن مستودعات الأونروا في الأردن تحتوي على مساعدات تكفي لتغطية احتياجات 200 ألف شخص من الغذاء لمدة شهر، وأدوية لـ1.6 مليون شخص، ومستلزمات نظافة وبطانيات لـ200 ألف أسرة، وأدوات تعليمية لـ375 ألف طفل.
وقالت بأسى: "هذه الإمدادات يمكن أن تصل إلى غزة في غضون ثلاث ساعات فقط، لكنها عالقة هنا، في هذه المرحلة، ما نرسله هو محاولة لإصلاح الضرر.. لكن بالنسبة للكثيرين، فات الأوان".
وكشفت ووتريدج عن أن مخازن الأونروا في غزة فارغة بعد 11 أسبوعاً من الحصار، مضيفةً أن المعلمين يُقتلون داخل المدارس التي تحولت إلى ملاجئ.
استذكرت قائلة: "زميلي حسين دفن عائلته بالكامل بعد قصف استهدف جباليا، أمضى أياماً ينتشل أطفالاً من تحت الأنقاض، واثنان لا يزالان هناك.. أحدهما في العاشرة، والآخر في السابعة".
أضافت بمرارة: "أوامر النزوح تجبر العائلات على الفرار مراراً، بالأمس فقط، صدر أمر نزوح جديد غطى 23% من القطاع.. أين يُفترض أن يذهبوا؟"
الوضع غير قابل للاستمرار
قال الدكتور أكيهيرو سيتا، مدير الصحة في الأونروا، إن الوضع في غزة "غير قابل للاستمرار"، مضيفاً: "نحن أكبر مزود للرعاية الصحية الأولية هناك، لكن بدون أدوية، ماذا نفعل؟".
أوضح أن موظفي الأونروا لا يتوقفون عن العمل رغم القصف، وقدموا 8.5 مليون استشارة طبية منذ بدء الحرب، مضيفاً: "لا حياة في غزة، موظفونا يجيبون حين يُسألون عن حالهم: نفكر فقط في كيف نعيش وكيف نموت".
وعاد الدكتور ريك بيبركورن من منظمة الصحة العالمية مؤخراً من غزة، وقال إن كل زيارة جديدة تؤكد أن "الوضع يزداد سوءاً".
أوضح أن النقص يطول كل شيء، سواء من المحاليل الوريدية، والمضادات الحيوية، والأنسولين، وحتى المطهرات، كاشفاً أن المستشفى الإندونيسي شمال غزة شبه مهجور، والمولد الكهربائي تعرض لقصف.
وأكد أن مجمع ناصر الطبي تعرّض للقصف، ما دمر 30% من الإمدادات الحيوية. وقال: "الناس يعانون من صدمة مستمرة منذ 19 شهراً، لا أحد يجب أن يُجبر على الصمود فقط من أجل البقاء على قيد الحياة".
دخول محدود لأغذية الأطفال
أعلن ستيفان دوغاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن أولى شحنات أغذية الأطفال دخلت إلى غزة بعد 11 أسبوعاً من الإغلاق، لكنه وصفها بأنها "قطرة في محيط".
كشف عن أن السلطات الإسرائيلية تفرض ترتيبات معقدة، حيث يتم تفريغ الشاحنات في الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم وإعادة تحميلها بعد تأمين دخول الفرق من داخل القطاع.
أشار إلى أن فريقاً من الأمم المتحدة انتظر ساعات للحصول على الضوء الأخضر لنقل الإمدادات، دون جدوى، "حتى المساعدات التي دخلت لم نتمكن من إيصالها إلى المستودعات".
موجة نزوح جديدة
أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الجيش الإسرائيلي أصدر اليوم أمر نزوح جديد يشمل 26 حياً في بيت لاهيا وجباليا.
قال المكتب إن المساحة المتأثرة تمثل 10% من قطاع غزة، ونزح حتى منتصف اليوم أكثر من 41 ألف شخص، فيما ارتفع العدد الإجمالي للنزوح منذ 15 مايو إلى 138 ألف شخص.
أُعلن أن النزوح طال 113 موقعاً، من بينها مستشفيات ومراكز صحية، ما يزيد من معاناة السكان والضغط على النظام الصحي المنهار.
تشهد غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية حدة في تاريخها، عقب تصعيد عسكري غير مسبوق أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين ونزوح مئات الآلاف، ومنذ ذلك الحين، يخضع القطاع لحصار خانق يشمل الغذاء والدواء، مع تكرار استهداف البنية التحتية المدنية بما في ذلك المستشفيات والمدارس، وتشير تقارير أممية إلى أن القطاع بات غير صالح للحياة.