الجيش السوداني يعلن تطهير الخرطوم من "الدعم السريع"

الجيش السوداني يعلن تطهير الخرطوم من "الدعم السريع"
قوات الجيش السوداني

أعلن الجيش السوداني، استكمال سيطرته الكاملة على ولاية الخرطوم بعد طرد مقاتلي قوات الدعم السريع منها، في تطور عسكري بارز ضمن الحرب المستمرة منذ أبريل 2023.

قال المتحدث باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله، في بيان رسمي يوم الثلاثاء، إن "ولاية الخرطوم خالية تماماً من المتمردين"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع التي تراجعت جنوباً وغرباً من أم درمان، بعد أن استعادت القوات الحكومية وسط العاصمة في مارس الماضي بحسب فرانس برس.

تابعت قوات الدعم السريع، رغم تراجعها الميداني، تنفيذ هجمات بمسيّرات استهدفت مناطق سيطرة الجيش، خاصة في بورتسودان التي تعد مقراً مؤقتاً للحكومة، وأدى هذا التصعيد إلى استهداف البنى التحتية المدنية، بما في ذلك محطة كهرباء رئيسية في الخرطوم، ما تسبب في انقطاع واسع للتيار الكهربائي وشلّ مستشفيين رئيسيين في أم درمان، بحسب منظمة "أطباء بلا حدود".

خطوات نحو "حكم مدني"

أجرى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان سلسلة تعيينات سياسية، شملت تكليف كامل الطيب إدريس، المدير السابق للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، برئاسة الوزراء، إلى جانب تعيين امرأتين في مجلس السيادة.

فيما رحّب كل من الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية بهذه الخطوة، واعتبراها "بادرة نحو استعادة الحكم الدستوري" و"إعادة تشغيل المؤسسات المدنية"، في السودان.

أصدر البرهان أيضاً مرسوماً ألغى بموجبه سلطات مجلس السيادة الإشرافية على الحكومة، ما عزز من صلاحياته، في خطوة وصفها محللون بأنها محاولة لـ"توزيع المسؤولية" دون التنازل عن السلطة الفعلية.

أزمة إنسانية تتفاقم 

أعرب خبير حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، رضوان نويصر، عن "قلقه العميق" إزاء امتداد الصراع إلى ولاية البحر الأحمر، خاصة بعد استهداف مدينة بورتسودان، مركز الإغاثة الرئيسي في البلاد.

قال نويصر إن "الهجمات على البنى التحتية الحيوية تُعرّض حياة المدنيين للخطر وتُقوّض حقوقهم الأساسية، بما في ذلك الغذاء والمياه والرعاية الصحية".

أعلنت وزارة الصحة تسجيل 2,323 إصابة بالكوليرا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، بينها 51 وفاة، معظمها في ولاية الخرطوم، ما يفاقم التحديات الصحية وسط انهيار البنى التحتية.

الحرب في السودان 

تدخل الحرب في السودان عامها الثالث، وقد خلّفت عشرات آلاف القتلى ونحو 13 مليون نازح، في ما تصفه الأمم المتحدة بـ"أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث".

يتواجه الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان مع قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في صراع دموي على السلطة، فيما يكافح المدنيون للبقاء وسط قصف عشوائي، وجوع، ووباء، وانهيار شبه كامل للمؤسسات.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية