700 منظمة حقوقية تطلق نداءً إنسانياً عاجلاً لكسر حصار غزة
700 منظمة حقوقية تطلق نداءً إنسانياً عاجلاً لكسر حصار غزة
أطلقت أكثر من 700 منظمة ومؤسسة إنسانية وحقوقية دولية، نداءً عاجلًا إلى حكومات العالم للانضمام إلى قافلة إنسانية تقودها بعثات دبلوماسية رسمية، بهدف مرافقة آلاف الشاحنات المتكدسة على الجانب المصري من معبر رفح والدخول بها إلى قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار والمجاعة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 80 يومًا.
وحذرت المنظمات في بيان مشترك، من أن قطاع غزة يعيش منذ ما يزيد على شهرين دون دخول أي مواد غذائية أو مياه شرب أو أدوية، في ظل منع إسرائيلي شامل ومستمر، رغم وقوف مئات الشاحنات على الحدود بانتظار السماح لها بالعبور.
واتهم البيان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفرض حصار خانق يرقى إلى استخدام التجويع سلاح حرب ضد المدنيين.
نداء ضد المجاعة المصطنعة
ودعا البيان العالمي المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري، معتبرًا أن ما يجري في غزة يُعد "مجاعة مصطنعة"، تُفرض عن سابق إصرار كجزء من أساليب الحرب، بهدف الضغط السياسي والعسكري على حركة حماس، على حساب أكثر من مليوني مدني محاصر.
وشددت المنظمات على أن هذا النداء نابع من "المسؤولية الأخلاقية والقانونية" للدول، التي يُفترض بها الوقوف بوجه سياسات التجويع والتطهير البطيء، مؤكدين أن القانون الدولي يُجرّم استخدام الغذاء سلاحاً ضد السكان المدنيين.
وأشار البيان إلى أن سكان غزة، وخصوصًا الأطفال والنساء، يواجهون المجاعة في أبشع صورها، حيث ينام الأطفال جائعين، في حين لا يحصل 92% من الأطفال دون سن الثانية والأمهات المرضعات على تغذية كافية.
وأُغلقت المخابز والمطابخ المجتمعية بسبب نفاد المواد الغذائية، فيما لم يتبق في المستشفيات سوى الماء لعلاج المصابين بالحروق والكسور.
وأكدت المنظمات أن مستودعات وكالة "الأونروا" وبرنامج الغذاء العالمي قد استُنفدت بالكامل، وسط مخاوف من محاولات إسرائيل لتفكيك النظام القائم حاليًا لتوزيع المساعدات الإنسانية، والذي كانت تديره الأمم المتحدة.
أطول حصار بتاريخ القطاع
ويُعد الحصار الحالي الأطول والأكثر شمولًا في تاريخ غزة، حيث منعت إسرائيل دخول أي نوع من الإمدادات الإنسانية، وسبقه تدمير واسع للبنية الزراعية، وحظر كامل على الصيد البحري، وإغلاق شامل للمعابر، ما جعل الوضع داخل القطاع كارثيًا بكل المقاييس.
وشدد البيان على أن الوضع لم يعد يحتمل الانتظار أو التسويف الدبلوماسي، داعيًا الدول للتحرك عبر إرسال وفود رسمية لمرافقة القوافل الإنسانية، لتأمين وصولها إلى السكان المحتاجين دون عراقيل أو ابتزاز سياسي، في محاولة لفرض "أمر واقع إنساني" على الأرض يُنهي المجاعة ويعيد الحياة تدريجيًا إلى القطاع.
وتسعى هذه المبادرة، بحسب المنظمات، إلى استخدام "الحضور الدبلوماسي" درعاً سياسية تحمي قوافل المساعدات، على أمل أن تُجبر إسرائيل على فتح المعبر، لا سيما في ظل فشل الضغوط الدولية السابقة، وتجاهل إسرائيل لقرارات مجلس الأمن، ومحاولاتها المستمرة لإفراغ غزة من سكانها عبر سياسات الحصار والتجويع.
ويظل تنفيذ هذه الخطوة رهنًا بتحرك عاجل من حكومات العالم، وخصوصًا الدول ذات الثقل الدبلوماسي، لإنقاذ ما تبقى من الأرواح داخل القطاع، وفرض إرادة المجتمع الدولي على الاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل تجاهل كل الدعوات الإنسانية بفتح الممرات الآمنة.