مقتل زعيم المتمردين الماويين في الهند إثر عملية أمنية وسط البلاد

مقتل زعيم المتمردين الماويين في الهند إثر عملية أمنية وسط البلاد
عناصر من القوات الهندية - أرشيف

قضت القوات الخاصة الهندية، اليوم الأربعاء، على الزعيم الأعلى للمتمردين الماويين في البلاد، وذلك خلال عملية عسكرية في ولاية تشاتيسغار وسط الهند، وُصفت بأنها الأكبر من نوعها منذ عقود. 

وأعلن وزير الداخلية الهندي، أميت شاه، مقتل 27 من عناصر حركة "سي بي آي الماوية"، بينهم الأمين العام نامبالا كيشاف راو، المعروف باسم باسافاراجو، والذي يُعدّ القائد الأعلى والعمود الفقري لحركة ناكساليت المسلحة، وفق وكالة "فرانس برس".

وشدد شاه في بيانه على أن هذه هي المرة الأولى منذ 30 عامًا التي يتم فيها تحييد قائد على مستوى الأمين العام، مضيفًا أن العملية التي جرت في منطقة نارايانبور تُعدّ "منعطفاً حاسماً" في المعركة طويلة الأمد التي تخوضها الهند ضد التمرد الماوي. 

وتُعد هذه المواجهة الأمنية واحدة من أقوى الضربات التي تلقتها الحركة منذ نشأتها.

حركة ناكساليت

وانطلقت حركة ناكساليت سنة 1967 من بلدة ناكسالباري الواقعة عند سفوح جبال الهملايا، وتستلهم فكر الزعيم الشيوعي الصيني ماو تسي تونغ، حيث تؤكد التزامها بالدفاع عن حقوق المجتمعات القبلية والسكان الأصليين الذين تعاني مناطقهم التهميش وحرمانهم من الاستفادة من الأراضي، وفرص العمل، والموارد الطبيعية الوافرة في ولايات وسط وشرق البلاد.

وأدّت المواجهات المسلحة بين المتمردين والقوات الحكومية منذ انطلاق التمرد إلى مقتل أكثر من 12 ألف شخص. 

وفي أوج قوتها خلال العقد الأول من الألفية، سيطرت الحركة على نحو ثلث مساحة الهند، وكان قوامها العسكري يتراوح بين 15 و20 ألف مقاتل.

وأشاد رئيس الوزراء ناريندرا مودي بالعملية، قائلاً: "نُحيّي قواتنا على هذا الإنجاز الرائع. سنواصل مساعينا للقضاء على الماوية وتحقيق السلام والتنمية في جميع المناطق المتأثرة". 

وأكد وزير الداخلية شاه مجددًا التزام الحكومة بتصفية بقايا التمرد قبل حلول 31 مارس 2026، وهو الموعد الذي حدّدته الحكومة لإنهاء الصراع.

تراجع في النفوذ

وفي سياق العمليات الأوسع، تم القبض على 54 شخصاً من عناصر التمرد، في حين سلّم 84 من مقاتلي ناكساليت أنفسهم طواعية في ولايات تشاتيسغار، وتيلانغانا، ومهاراشترا، ما يشير إلى تضاؤل القاعدة الشعبية للحركة.

ويُنظر إلى العملية الأخيرة على أنها تحول استراتيجي في الحرب الطويلة التي تشنها الدولة الهندية ضد التمرد اليساري، حيث تزايدت الضغوط على الناكساليين بفعل العمليات الأمنية المتواصلة، وتراجع الحاضنة الشعبية لهم، لا سيما بعد تنفيذ مشاريع التنمية في بعض المناطق القبلية، وتوسيع الوصول إلى الخدمات الحكومية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية