"ميس".. طفلة تبحث عن وجبة عدس وسط طوابير الجوع في غزة

"ميس".. طفلة تبحث عن وجبة عدس وسط طوابير الجوع في غزة
فتاة نازحة في غزة تحاول جمع بقايا الطعام المتبقية من قدر الطهو

في أحد شوارع مدينة غزة، تقف الطفلة ميس منذ ساعات الصباح الأولى، تتشبث بأمل ضئيل في الحصول على وجبة عدس مطبوخة، من أحد المطابخ المجتمعية التي تكافح لتلبية الطلب المتزايد من آلاف النازحين والجوعى.

وتقول ميس، وهي في العاشرة من عمرها -وفق موقع أخبار الأمم المتحدة- "أقف هنا منذ الصباح، الناس يتدافعون، لا أستطيع الوصول إلى القدر، جئت من المخيم لأملأ طبقي، لكنني فشلت، هذا حالنا كل يوم".

وفي مشهد يتكرر يوميًا، يتزاحم المئات على أبواب المطابخ الخيرية، التي صارت ملاذًا وحيدًا لعائلات فقدت منازلها ومصادر رزقها تحت وطأة العدوان الإسرائيلي المستمر وأوامر الإخلاء التي طالت شمال القطاع.

وشهدت الأيام الأخيرة موجات نزوح واسعة من مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، ما زاد الضغط على المطابخ المجتمعية العاملة بإمكانات محدودة. ومع تضاعف عدد المحتاجين، تتضاءل فرص الحصول على وجبة.

500 وجبة لـ آلاف النازحين

محمد الحلو، أحد المشرفين على مطبخ مجتمعي في مدينة غزة، يقول إن المطبخ يعد نحو 500 وجبة يوميًا، لكنها لا تكفي بأي حال:

"نُعد ما نستطيع، لكن عدد النازحين في ازدياد مستمر، هناك من يأتي من مسافات بعيدة، ويغادر خالي الوفاض، نصف من يقف في الطابور لا يحصل على وجبة".

ومن جانبها، قالت لويز ووتريدج، المتحدثة باسم وكالة "الأونروا"، إن الجوع ليس سوى وجه واحد من وجوه الكارثة في غزة، مشيرة إلى وجود مساعدات غذائية تكفي 200 ألف شخص في مستودعات عمّان، لكن دخولها إلى القطاع ما يزال معطلاً: "الصور التي تصلنا لأطفال يعانون من سوء التغذية مأساوية. لا مبرر لهذا التأخير، كان يجب أن تدخل هذه الإمدادات منذ أشهر".

شبح المجاعة يطارد غزة

منذ بدء الحرب، يعيش سكان غزة تحت وطأة حصار خانق تسبب في انهيار القدرة الشرائية، وشلل شبه كامل للأسواق، مع تراجع حاد في دخول المساعدات، الخبز، أحد أبسط مقومات الحياة، بات نادرًا للغاية، إذ لم تتمكن عائلات كثيرة من الحصول عليه منذ أكثر من شهرين، بسبب نفاد الدقيق.

الوضع الإنساني في غزة بلغ مستويات حرجة، وسط تحذيرات متكررة من منظمات أممية ودولية من اقتراب القطاع من مجاعة شاملة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية