مدير "مؤسسة غزة الإنسانية" يقدم استقالته بسبب خلاف حول الواقع الميداني

مدير "مؤسسة غزة الإنسانية" يقدم استقالته بسبب خلاف حول الواقع الميداني
جيك وود

أعلن جيك وود، المدير التنفيذي لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، استقالته من منصبه، يوم الأحد، بشكل فوري، مشيرًا إلى استحالة تنفيذ مهمة المؤسسة دون انتهاك المبادئ الإنسانية الأساسية.

وجاء إعلان وود عبر بيان رسمي أصدرته المنظمة، التي تتخذ من جنيف مقرًا لها وتحظى بدعم من الولايات المتحدة، وكانت قد تعهدت منذ انطلاقها في فبراير الماضي بتوزيع نحو 300 مليون وجبة غذائية خلال 90 يومًا، في إطار الاستجابة لأزمة الجوع المتفاقمة في غزة وفق فرانس برس.

وقال وود: "من الواضح أنه من غير الممكن تنفيذ هذه الخطة مع الالتزام الصارم بالمبادئ الإنسانية: الحياد، عدم التحيز، الاستقلالية – وهي قيم لا يمكنني التنازل عنها".

وأوضح أنه تولّى منصبه بدافع الاستجابة لـ"أزمة الجوع المروّعة في غزة"، مؤكدًا فخره بما تحقق من تخطيط ميداني، إلا أن الواقع السياسي والضغوط الخارجية عوّقت تقدم المهمة.

غياب التعاون الأممي

المؤسسة، التي أثارت منذ بدايتها جدلًا واسعًا في الأوساط الحقوقية والإنسانية، واجهت مقاطعة صريحة من قبل الأمم المتحدة وعدد من منظمات الإغاثة الكبرى، التي أعربت عن رفضها التعاون معها بسبب مزاعم بارتباطها غير المباشر مع السلطات الإسرائيلية.

وزاد هذا الموقف من صعوبة تنفيذ عمليات التوزيع في القطاع المحاصر، رغم إعلان المؤسسة في وقت لاحق أن شاحناتها جاهزة للانطلاق اعتبارًا من الاثنين، في محاولة للوصول إلى أكثر من مليون فلسطيني بحلول نهاية الأسبوع.

دعوة لتوسيع آليات الإغاثة

وفي ختام بيانه، حضّ جيك وود إسرائيل على توسيع نطاق إدخال المساعدات عبر جميع القنوات المتاحة، كما دعا "جميع الأطراف الفاعلة إلى ابتكار آليات جديدة وفعالة لإيصال الإغاثة دون تأخير أو تمييز أو تحريف المسارات الإنسانية".

تأتي هذه الاستقالة في ظل أوضاع إنسانية كارثية يعيشها سكان قطاع غزة، حيث أوقعت الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023 أكثر من 53,900 شهيد فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين، وأكثر من 122,000 جريح، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.

ويخضع القطاع لحصار خانق أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه والوقود، وسط تحذيرات من مجاعة وشيكة تصدرها منظمات أممية.

في المقابل، تقول إسرائيل إن عملياتها العسكرية تهدف إلى القضاء على حماس وتحرير الرهائن الذين لا يزال 57 منهم محتجزين في غزة، من أصل 251 أُسروا في الهجوم المباغت الذي شنته الحركة في أكتوبر.

مؤسسة غزة الإنسانية

تأسست "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي منظمة غير حكومية في فبراير 2025 وتتخذ من جنيف مقرًا لها، مدعومة بدعم لوجستي أمريكي. 

وتهدف المؤسسة إلى توزيع نحو 300 مليون وجبة خلال أول 90 يومًا من عملها، في ظل أزمة إنسانية متفاقمة بفعل الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، غير أن المؤسسة واجهت منذ انطلاقها اتهامات بفقدان الحياد الإنساني، وسط رفض صريح من الأمم المتحدة ووكالات إغاثة دولية للتعاون معها، بسبب مزاعم عن ارتباطها غير المباشر بإسرائيل.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية