"الغارديان": مؤسسة غزة الإنسانية تعترف بعجزها عن الوصول للفئات الأشد ضعفاً في القطاع

كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن المنظمة التي تدعمها إسرائيل لتوزيع المساعدات الغذائية في قطاع غزة، أقرت بعدم قدرتها على إيصال الغذاء إلى أكثر الفئات ضعفاً، مع اقتراب القطاع من مجاعة محققة.

وأوضحت الصحيفة في تقرير، اليوم الأحد، أن مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، المسجلة في سويسرا ويرأسها جندي أمريكي سابق في قوات المارينز، تواجه عزلة دولية، بعدما رفضت منظمات الإغاثة والأمم المتحدة التعاون معها، بسبب ما اعتُبر تقويضاً لمبدأ الحياد الإنساني.

مراكز توزيع بإشراف عسكري

أشارت تقارير دولية إلى أن إسرائيل تخطط لإنشاء أربعة إلى خمسة مراكز عسكرية لتوزيع الغذاء جنوب القطاع، بإشراف قواعد عسكرية إسرائيلية وبالاستعانة بشركات أمنية خاصة. ولم تعلن السلطات الإسرائيلية رسمياً عن تفاصيل تلك الخطة، لكن إشارات من برنامج الأغذية العالمي ومصادر حكومية إسرائيلية أكدت المضي فيها.

وفي هذا السياق، حذر المتحدث باسم منظمة اليونيسف، جوناثان كريكس، قائلاً: "ما فهمناه حتى الآن يشير إلى أن هذه الخطة ستفاقم المعاناة المستمرة للأطفال والأسر في قطاع غزة".

تحذيرات منظمات الإغاثة

نبّهت منظمات إنسانية إلى أن إشراف الجيش الإسرائيلي على توزيع المساعدات يهدد أحد أهم أسس العمل الإنساني وهو الحياد، لافتة إلى أن التعاون مع طرف فاعل في النزاع يعرّض الطواقم الإغاثية غير المسلحة للخطر، ويضعف قدرتها على العمل في أزمات إنسانية أخرى حول العالم.

وفي تعليقها على الخطة، قالت بشرى الخالدي، مسؤولة السياسات في الأراضي الفلسطينية بمنظمة أوكسفام: "هذه المبادرات تسعى لتسخير المساعدات الإنسانية في خدمة طرف من أطراف النزاع، وهو أمر يتعارض بوضوح مع مبادئ الحياد والاستقلال، نحن لا نعمل تحت إمرة أي طرف في النزاعات".

يذكر أن إسرائيل استأنفت في 18 مارس الماضي عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة منهيةً بذلك هدنة هشة استمرت لنحو شهرين كانت قد بدأت في يناير الماضي بوساطة مصرية قطرية أمريكية، ونفذت سلسلة غارات جوية مكثفة وأحزمة نارية على عدة مناطق في القطاع مع إحكام الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.

وأسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر لعام 2023 عن استشهاد أكثر من 53 ألف شخص وإصابة أكثر من 118 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعدها الأمم المتحدة موثوقة وسط أزمة واحتياجات إنسانية هائلة.