"واشنطن بوست": قدامى المحاربين ينتقدون قرار ترامب بإنهاء الحماية المؤقتة للأفغان

"واشنطن بوست": قدامى المحاربين ينتقدون قرار ترامب بإنهاء الحماية المؤقتة للأفغان
تردي أوضاع النساء في أفغانستان

أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنهاء برنامج الحماية المؤقتة (TPS) للأفغان موجة غضب واسعة في أوساط قدامى المحاربين الأمريكيين، الذين وصفوا الخطوة بأنها "نكث لوعد مقدس" قُطع لمتعاونين خاطروا بحياتهم لدعم المهمة الأمريكية في أفغانستان، وفقا لتقرير نشرته "واشنطن بوست" ،اليوم الاثنين.

وأعلنت وزيرة الأمن الداخلي كريستي ل. نويم هذا الشهر عن إنهاء وضع الحماية المؤقتة، ما يُعرّض آلاف الأفغان لاحتمال الترحيل القسري بدءا من يوليو المقبل.

وحذر جنود سابقون خدموا في أفغانستان من أن ترحيل هؤلاء الأفغان إلى بلادهم سيعرضهم لانتقام محتوم من حركة طالبان، التي سيطرت على البلاد في أغسطس 2021 بعد انهيار القوات الحكومية المدعومة أمريكيًا.

وانتقد الرقيب السابق مات زيلر، الذي أنقذه مترجم أفغاني من موت محقق، القرار بشدة، مؤكدًا أن "الخطوة ستؤدي إلى مواجهة جسدية محتملة بين قدامى المحاربين ودائرة الهجرة والجمارك الأمريكية".

آلاف الأفغان معرضون للترحيل

قدّرت منظمات مناصرة للهجرة أن نحو 10 آلاف أفغاني استفادوا من برنامج الحماية المؤقتة أثناء سعيهم المضني للحصول على إقامة دائمة، وأكدت هذه المنظمات أن العملية باتت أكثر تعقيدًا بسبب انهيار مؤسسات الدولة في كابول، والتوجيهات المتضاربة التي تلقوها من السلطات الأمريكية أثناء محاولتهم الفرار.

وقد عرّض قرار إنهاء الحماية الرئيس ترامب لانتقادات حادة، حيث دأبت إدارته على مراجعة انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وسلطت الضوء على مقتل 13 جنديًا أمريكيًا ونحو 170 مدنيًا أفغانيًا في تفجير انتحاري وقع في مطار كابول خلال عمليات الإجلاء المتسرعة.

زعمت إدارة ترامب أن الوضع الأمني "تحسن بشكل ملحوظ" في ظل حكم طالبان، وهو تقييم وصفه الجنود السابقون ومناصرو حقوق الإنسان بأنه "مضحك" ومجافٍ للواقع.

أكد أندرو سوليفان، القائد السابق في مشاة البحرية، أن تلك المزاعم تُعد إهانة للمخاطر التي لا يزال يواجهها الأفغان المتعاونون مع الولايات المتحدة.

قال سوليفان، الذي شهد جلسة استماع في الكونغرس حول انتهاكات طالبان، إن أفغانًا كُثر تعرّضوا للتعذيب، من بينهم من أُصيب بالشلل.

المنظمات الحقوقية ومزاعم التحسن

أوردت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها لعام 2025 أن الوضع الإنساني في أفغانستان "تدهور بشكل كبير"، مع تصعيد طالبان لانتهاكات حقوق الإنسان، خصوصًا ضد النساء والفتيات.

أشارت المنظمة إلى أن أكثر من نصف سكان البلاد بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة، في حين يواجه قرابة 3 ملايين شخص مستويات خطرة من الجوع.

ورفعت منظمة CASA, Inc. دعوى قضائية ضد وزارة الأمن الداخلي، مؤكدة أن الوزيرة نويم لم تلتزم بإجراءات الإخطار القانونية، وأن القرار يُعرّض آلاف المقيمين الشرعيين في الولايات المتحدة للخطر.

واستجابت المحكمة الفيدرالية في ولاية ماريلاند للدعوى وحددت جدولًا زمنيًا معجّلًا للنظر فيها.

اتهامات بين ترامب وبايدن

احتدم الجدل السياسي حول المسؤولية عن نهاية الحرب في أفغانستان، حيث انتقد ترامب إدارة بايدن بسبب طريقة الإجلاء الفوضوية، بينما حمّل بايدن سلفه المسؤولية عن إبرام اتفاق مع طالبان ألزمه بتنفيذه، وخلصت عدة تقارير تحقيقية إلى أن كلا الإدارتين، فضلًا عن سابقتيهما، ارتكبن أخطاء جسيمة.

وأثار اعتقال أحد اللاجئين الأفغان بتهمة التخطيط لهجوم إرهابي العام الماضي حالة من التوجس في أوساط بعض الجمهوريين، رغم عدم وجود أدلة على تهديد واسع النطاق.

وبرّر عضو الكونغرس برايان ماست (جمهوري-فلوريدا)، وهو محارب قديم فقد ساقيه في أفغانستان، القرار بالتمييز بين من تعاون مباشرة مع القوات الأمريكية، ومن عمل في وظائف غير أمنية في القواعد.

استبعاد فئات من الحماية

رفض شون فان دايفر، رئيس مجلس إدارة تحالف AfghanEvac، تبريرات ماست، مؤكدًا أن طالبان لا تُفرّق بين من عمل مترجمًا ومن كان طباخًا أو عامل نظافة، فالجميع مستهدفون لمجرد ارتباطهم بالقوات الأمريكية.

قال فان دايفر، وهو جندي سابق في البحرية: "هذه ليست نقاشات نظرية، بل قصصاً واقعية لأشخاص قد يُقتلون لمجرد وجودهم قرب القوات الأمريكية".

استطاع بعض الأفغان الفرار عبر مطار كابول وسط حالة من الفوضى، لكن كثيرين آخرين تُركوا خلفهم، على الرغم من استيفائهم شروط الحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة.

أدى الإجلاء العاجل إلى تفكيك عائلات، ولا يزال البعض يحاول لمّ شملهم في الولايات المتحدة دون جدوى.

واصلت منظمات مناصرة، الضغط على أعضاء الكونغرس، مطالبة بتدخل سريع لحماية الحلفاء الأفغان، إلا أن الأغلبية الجمهورية لم تُبدِ حتى الآن استعدادًا لتحدي قرار ترامب، رغم الانتقادات التي تواجهها من قدامى المحاربين أنفسهم.


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية