"نيويورك تايمز": ترامب يعفو عن متهرب ضريبي بعد تبرع والدته بمليون دولار
"نيويورك تايمز": ترامب يعفو عن متهرب ضريبي بعد تبرع والدته بمليون دولار
قدم بول والتشاك، المدير التنفيذي السابق لدار رعاية المسنين، طلب عفو للرئيس دونالد ترامب في يوم تنصيبه عام 2025، بعد إقراره بذنبه في جرائم ضريبية وقبل صدور حكم بالسجن عليه.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، الثلاثاء، تم ربط طلب العفو بالدعم السياسي الذي قدمته والدته، إليزابيث فاغو، للرئيس من خلال جمع ملايين الدولارات لحملاته وحملات الجمهوريين الآخرين.
وانتظر والتشاك صدور حكم السجن طول أشهر العام الماضي، معلقًا أمله على العفو الرئاسي، وأكدت وثائق طلب العفو أن محاكمته جاءت نتيجة لمواقف والدته السياسية وولائها لترامب، لا بسبب سوء استخدامه الأموال الضريبية بشكل كامل كما أقرت المحكمة، ورغم مرور أسابيع عدة، تأخر العفو في البداية على الرغم من منح الرئيس ترامب عفواً لمئات من حلفائه.
حفل العشاء
حضرت السيدة فاغو، وهي ناشطة سياسية بارزة ووالدة بول، حفل عشاء لجمع التبرعات بقيمة مليون دولار في نادي مار-أ-لاغو الخاص بالرئيس في فلوريدا قبل أقل من ثلاثة أسابيع من صدور العفو.
وبعد الحفل، وقع ترامب عفوًا كاملاً وغير مشروط عن ابنها، ما أنقذه من دفع تعويضات تقارب 4.4 مليون دولار، وقضاء 18 شهرًا في السجن كان قد حُكم بها عليه.
وأثار العفو جدلاً واسعاً باعتباره مثالًا آخر على استخدام الرئيس صلاحياته لمكافأة من يدعمونه سياسياً ومعاقبة معارضيه، وصف طلب العفو الذي تسرب لصحيفة نيويورك تايمز، ولم تعلق الأسرة أو محاميها عليه، القضية بأنها ذات دوافع سياسية مرتبطة بتوجهات إدارة بايدن.
خلفيات القضية
ترك والتشاك الدراسة الجامعية وانضم إلى شركة والدته لدار رعاية المسنين، ليصبح رئيسها التنفيذي، وبعد بيع الشركة في 2007، استثمرت العائلة 18 مليون دولار في مشروع جديد للدار جنوب فلوريدا، حيث عاشوا حياة مترفة.
توقف بول عن دفع الضرائب بين 2011 و2019، حيث احتجز أموال رواتب موظفين بقيمة تجاوزت 10 ملايين دولار تحت ذرائع ضرائب اجتماعية وفيدرالية، واستخدمها في شراء يخت فاخر بقيمة مليوني دولار ونفقات فاخرة أخرى.
وواجه بول والتشاك 13 تهمة ضريبية في فبراير 2023، وأقر بالذنب في اثنتين منها في نوفمبر 2024، ما أدى إلى توجيه طلب العفو خلال فترة حكم ترامب الثانية، ربط طلب العفو القضية بالنشاط السياسي لعائلته، وخصوصاً دعم والدته المتكرر لترامب في حملاته وجمع التبرعات.
دور والدته في الانتخابات
دعمت السيدة فاغو، البالغة من العمر 74 عامًا، على الأقل ثلاث حملات لجمع التبرعات لمصلحة ترامب وحلفائه الجمهوريين، وحضرت مع ابنها وأفراد عائلتها حفلات تنصيب ترامب في عامي 2017 و2025، بالإضافة إلى فعاليات رسمية أخرى، ما أكد حضورها المستمر في شبكته السياسية.
وتوسطت فاغو في محاولة لتسريب مذكرات آشلي بايدن، ابنة جو بايدن، خلال حملة ترامب الانتخابية عام 2020، حين تركت آشلي مذكراتها في منزل بفلوريدا، حيث عثر عليها آخرون وحاولوا بيعها، حضرت فاغو مع صديقين مذكرات في حفل جمع تبرعات، فيما تدخل مكتب التحقيقات الفيدرالي لاحقًا في القضية دون استعادة الوثائق.
وفتح مكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيقًا في الموضوع، مع صدور أوامر تفتيش ضد متورطين في محاولة الحصول على المذكرات ونقلها، بينهم أفراد من عائلة فاغو ومشروع إعلامي موالٍ لترامب، أقر المتورطون لاحقًا بالذنب وحُكم على أحدهم بالسجن لمدة شهر، في حين ينتظر الآخر حكمه.
واستعاد فريق ترامب، ومن بينهم فاغو وابنها بول، أملهم في العفو مع إعادة انتخاب الرئيس في 2024، حصلت العائلة على تصاريح خاصة لحضور حفل التنصيب في واشنطن، وفي فبراير 2025 أعلنت وزارة العدل إغلاق تحقيق المذكرات دون توجيه اتهامات لهم.
وتلقى طلب العفو دعمًا من دونالد ترامب الابن، وصديقة الرئيس السابقة كيمبرلي جيلفويل، وآخرين من حلفاء ترامب، مع التأكيد على أن المحاكمة جاءت بسبب ارتباط بول بول والدته بول بترامب.
حفل بتبرعات ضخمة
نظمت لجنة سياسية مرتبطة بترامب حفل عشاء حصريًا بتبرع مليون دولار لكل ضيف، حضرته فاغو قبل أيام من العفو عن ابنها، يمثل هذا المبلغ قفزة كبيرة مقارنة بتبرعاتها السابقة، ويدل على العلاقة الوثيقة بين العائلة والرئيس.
وأشار مسؤول في البيت الأبيض إلى أن فاغو كانت هدفًا لمحاولات إدارة بايدن لإزاحتها من مجلس أبحاث السرطان، مؤكدًا أن العفو كان مدفوعًا بدوافع سياسية، في حين قلل أحد أفراد العائلة من أهمية الموضوع، مؤكداً أن هناك مئات العفو الممنوحة لحالات مشابهة.