إسرائيل تقصف مطار صنعاء وتدمر آخر طائرة مدنية بالمطار
إسرائيل تقصف مطار صنعاء وتدمر آخر طائرة مدنية بالمطار
استهدفت غارات جوية إسرائيلية، اليوم الأربعاء، مطار صنعاء الدولي الواقع تحت سيطرة ميليشيا الحوثيين، ما أدى إلى تدمير آخر طائرة مدنية كانت لا تزال صالحة للعمل ضمن أسطول مطار العاصمة اليمنية.
وأظهر مقطع مصور، تداولته وسائل إعلام يمنية، لحظات اندلاع ألسنة اللهب في جسد الطائرة المحترقة، فيما ارتفعت سحابة نارية ضخمة في سماء المنطقة المحيطة بالمطار.
وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، في بيان رسمي نقله وزير الدفاع يسرائيل كاتس، أن سلاح الجو الإسرائيلي شن غارات دقيقة على أهداف تابعة لميليشيا الحوثي داخل مطار صنعاء، مؤكدة أن العملية استهدفت بشكل خاص "آخر طائرة كانت لا تزال في حوزة الحوثيين"، بعد أن تم تدمير بقية الطائرات في غارة سابقة بتاريخ 6 مايو الجاري.
استنكار عبر "المسيرة"
أفادت قناة "المسيرة"، الذراع الإعلامية لميليشيا الحوثيين، أن طائرات إسرائيلية شنّت سلسلة غارات استهدفت مطار صنعاء، مشيرة إلى أن إحدى الضربات أصابت طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية.
ولم تذكر القناة تفاصيل عن وقوع إصابات بشرية، لكنها وصفت القصف بأنه "عدوان سافر" على البنية التحتية الحيوية للشعب اليمني.
وعدت القناة هذا القصف تطورًا خطِرًا في مسار الانخراط العسكري الإسرائيلي في الملف اليمني، مشيرة إلى أن استهداف المطار يُعد تصعيدًا جديدًا من جانب إسرائيل، التي كانت قد توعدت الحوثيين سابقًا بالرد على هجماتهم البحرية المتكررة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
الضغط على الحوثيين
شدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على أن تل أبيب لن تسمح باستمرار تهديدات الحوثيين لحركة الملاحة الإسرائيلية والدولية في البحر الأحمر، مشيرًا إلى أن "مطار صنعاء بات يُستخدم نقطة انطلاق للعمليات العدائية، وتدمير الطائرة الأخيرة هو رسالة واضحة بأن إسرائيل لن تتهاون مع أي تهديد".
جاءت هذه الضربات في أعقاب سلسلة من الهجمات الحوثية على سفن تجارية يُشتبه في ارتباطها بإسرائيل، أو تعمل في ممرات بحرية تشرف عليها.
وردًا على ذلك، كثفت إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، عمليات الاستطلاع والردع ضد البنية التحتية الحوثية في صنعاء والحديدة وصعدة.
توسع رقعة الاشتباك
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر الإقليمي المرتبط بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، حيث أبدت جماعة الحوثي تضامنًا علنيًا مع حركة "حماس"، وشرعت في تنفيذ عمليات استهداف بحرية ضد مصالح إسرائيلية وأمريكية، ما وسّع نطاق النزاع ليشمل اليمن.
ويشير مراقبون إلى أن دخول إسرائيل على خط المواجهة العسكرية في اليمن يُعد سابقة خطِرة قد تُعيد تشكيل معادلات الصراع الإقليمي، ولا سيما في ظل التورط الإيراني المباشر في دعم الحوثيين عسكريًا وتقنيًا.
ويُنذر هذا التصعيد بانهيار ما تبقى من الهدنة غير الرسمية في اليمن، التي سعت الأمم المتحدة إلى رعايتها منذ مطلع عام 2022.