خريجو جامعة كولومبيا يعترضون على الصمت الأكاديمي تجاه غزة
خريجو جامعة كولومبيا يعترضون على الصمت الأكاديمي تجاه غزة
وقف عشرات من الخريجين اليهود في صباح حفل تخرج جامعة كولومبيا، من مختلف الأجيال تحت المطر، مرتدين الكوفيات الفلسطينية وحاملين عبارات منها "ليس باسمنا" على قمصانهم. للتنديد بما يحدث من حرب في غزة واستغلالهم سياسيا في ما يحدث من جرائم وانتهاكات.
وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، السبت، أن الخريجون أدانوا دعم جامعة كولومبيا لإسرائيل، وقمعها لأصوات مؤيدة للفلسطينيين، وتماهيها مع هجوم إدارة ترامب على الحرية الأكاديمية بذريعة مكافحة معاداة السامية، وبدلاً من حرق شهاداتهم كما خططوا، مزقها الكثيرون إربًا أمام كاميرات الإعلام.
وقال جوش دوبناو، الأستاذ بجامعة ستوني بروك، الحاصل على دكتوراه من كولومبيا عام 1995: "بصفتي يهوديًا، يروعني تصوير معارضة الإبادة الجماعية كأنها معاداة للسامية كان هناك يهود قبل الصهيونية وسيظلون بعدها".
شهادات تُمزق وأصوات تُعتقل
ارتدت خريجة حديثة ثوب التخرج مجددًا، بعد فصلها سابقًا بسبب نشاطها في الحرم، ورفعت صورة طالب فلسطيني من ضحايا العدوان على غزة، قبل أن تُعتقل لاحقًا مع متظاهر آخر بعد إشعالهما النار في شهادتيهما.
قالت الخريجة التي فضّلت عدم الكشف عن اسمها: "من واجبنا كيهود أن نستخدم امتيازنا ونظهر تضامننا، لأننا لا نتعرض لنفس الاستهداف الذي يواجهه الفلسطينيون والعرب والمسلمون في الحرم الجامعي".
استغلال "معاداة السامية"
وفقًا للصحيفة منذ أن أشعلت الحرب على غزة مشاعر الغضب، تصاعدت حركات رفض يهودية ضد ما عدّوه استغلالًا مقيتًا لاتهامات معاداة السامية لقمع الحريات الأكاديمية، وكتبت هذه المجموعات رسائل مفتوحة، نظمت مظاهرات، ودعت لمحاسبة الجامعة وصُنّاع القرار.
تصدّر اليهود الأمريكيون، سواء كانوا مناهضين للصهيونية أو من ذوي الآراء المتباينة، الصفوف الأمامية للاحتجاجات، فقبل زيارة بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة، اعتُقل نحو 200 يهودي في مظاهرة أمام الكونغرس، وفي إعلان بصحيفة نيويورك تايمز، وصف أكثر من 350 حاخامًا مقترح ترامب بـ"التطهير العرقي في غزة".
صوت “يهودي من أجل السلام”
في بالتيمور، اجتمع أعضاء من عشرات الفروع لمنظمة "صوت يهودي من أجل السلام" تحت شعار "يهودية تتجاوز الصهيونية"، وسط إجراءات أمنية مشددة، وقد تضاعف عدد أعضاء المنظمة إلى 32 ألفًا منذ بداية الحرب.
في هذا المؤتمر، ناقشوا تنظيم صفوفهم في الجامعات والأماكن الدينية، والوقوف ضد ما وصفوه بالاستبداد السياسي في الولايات المتحدة.
نداء أساتذة جامعات يهود
أطلق أساتذة يهود شبكة أكاديمية جديدة للدفاع عن حرية الرأي في مواجهة القمع الجامعي، وبعد اعتقال خريج فلسطيني من كولومبيا، وقّع أكثر من 3400 أستاذ يهودي على بيان يرفض استخدام اسمهم لتبرير القمع أو الترحيل.
وفي قضية طالبة تركية من جامعة تافتس اعتُقلت بسبب مقال رأي ينتقد إسرائيل، تدخلت معابد وجماعات يهودية قضائيًا لدعمها.
ندد أساتذة وطلاب يهود بجلسات الاستماع في الكونغرس حول معاداة السامية، وعدّوها تهميشًا لرؤاهم ونقاشاتهم. وأصدر طلاب وأساتذة من كلية هافرفورد بيانًا قالوا فيه إن أصواتهم "مُغيّبة عن النقاش العام".
قالت بيث ميلر من منظمة "صوت اليهود من أجل السلام"، التي رافقت طلاب كولومبيا إلى الكونغرس أخيرًا: "ذهبنا لإيصال صوت لم يُسمع من قبل".
وقال جوشوا موسى، أستاذ الأنثروبولوجيا في هافرفورد: "طالما حاولت تفادي إظهار هويتي اليهودية علنًا… لكن هذه اللحظة فرضت علينا أن نقول: كيهود، نرفض الصمت"
منذ أكتوبر 2023، اندلعت حرب إسرائيلية على قطاع غزة، خلّفت أكثر من 54 ألف شهيد، بينهم آلاف الأطفال، وفي الولايات المتحدة، أدّت تداعيات الحرب إلى تصاعد حملات قمع أصوات التضامن مع الفلسطينيين، خصوصًا في الجامعات، استُخدمت تهم "معاداة السامية" ذريعة لقمع المحتوى المؤيد لفلسطين، ما أثار جدلًا واسعًا حول حرية التعبير وحدود النقد المشروع لإسرائيل، وفتح المجال أمام تيارات يهودية معارضة لهذه السياسات.