مدير مجمع الشفاء: نعمل بـ20% من طاقتنا بسبب الحصار الإسرائيلي

مدير مجمع الشفاء: نعمل بـ20% من طاقتنا بسبب الحصار الإسرائيلي
مجمع الشفاء في غزة - أرشيف

حذّر مدير مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، الطبيب محمد أبو سلمية، اليوم السبت، من انهيار شبه كامل لمنظومة الرعاية الصحية في القطاع، مشيرًا إلى أن المجمع يعمل حالياً بنسبة لا تتجاوز 20% من طاقته الاستيعابية بسبب الاستهداف الإسرائيلي الممنهج للبنية الصحية في غزة منذ اندلاع الحرب.

وأكد أبو سلمية، في تصريحات تليفزيونية، أن الوضع داخل المجمع "مأساوي"، قائلاً إن "مرضى الكلى يتوفون يوميًا بسبب عدم توفر الإمكانات اللازمة لعلاجهم، وسط عجز مستمر في توفير الأدوية وأجهزة غسيل الكلى، وانقطاع الكهرباء الذي يعطل الأجهزة الحيوية".

اتهم أبو سلمية قوات الجيش الإسرائيلي بمنع دخول الإمدادات والمساعدات الطبية إلى القطاع، رغم محاولات المنظمات الإنسانية الدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، إدخال الأدوية والمستلزمات المنقذة للحياة.

الحد الأدنى من الخدمات

وأوضح أن طواقم الأطباء والممرضين باتت عاجزة عن تقديم الحد الأدنى من الخدمات الطبية للمصابين والمرضى، في ظل النقص الحاد في الوقود والمواد الطبية، وتوقف عدد كبير من الأجهزة عن العمل.

وأشار إلى أن قسم الطوارئ في مجمع الشفاء يستقبل يوميًا أعدادًا كبيرة من المصابين، في حين لا يجد بعضهم حتى سريرًا أو مهدًا لعلاجه، مؤكدًا أن الوضع الراهن يعد بمنزلة "كارثة إنسانية لا تحتمل".

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، صباح اليوم، ارتفاع حصيلة الشهداء والإصابات الناتجة عن العدوان الإسرائيلي خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية إلى 60 شهيدًا و284 إصابة جديدة، رغم أن هذه الإحصائية لا تشمل مستشفيات محافظة الشمال التي لا تزال فرق الإسعاف عاجزة عن الوصول إليها بسبب القصف المستمر.

وأفادت الوزارة، عبر بيان رسمي، أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع، في ظل وجود أعداد كبيرة من المواطنين العالقين تحت الركام أو في الطرقات، حيث تعجز فرق الإنقاذ والدفاع المدني عن الوصول إليهم نتيجة استهدافها المتكرر من قبل الاحتلال.

أرقام مرعبة للضحايا

كشفت وزارة الصحة في بيانها أن إجمالي عدد الشهداء الذين سقطوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، قد بلغ 54,381 شهيدًا، في حين وصل عدد الإصابات إلى 124,054، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الاعتداءات على القطاع.

وأشارت إلى أنه منذ تاريخ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في 18 مارس الماضي، سُجلت 4,117 حالة استشهاد جديدة، إلى جانب 12,013 إصابة، ما يعكس تصاعد وتيرة العنف والقتل العشوائي بحق المدنيين العزل.

وجددت الوزارة تأكيدها أن هذه الأرقام لا تعكس الحجم الكامل للكارثة، حيث لا تزال جثث الضحايا مكدسة تحت أنقاض المنازل المدمرة وفي الشوارع المحاصرة، في حين تُمنع طواقم الإنقاذ من الوصول إليها بفعل القصف المستمر واستهداف البنية التحتية.

انهيار شامل للنظام الصحي

يتزامن هذا التدهور مع انهيار شبه كامل للنظام الصحي في القطاع، حيث أعلنت العديد من المستشفيات توقفها عن استقبال المرضى، أو اقتصار عملها على معالجة الإصابات البالغة فقط، وسط تحذيرات أممية من وقوع كارثة صحية وإنسانية شاملة.

وتواجه المستشفيات نقصًا كارثيًا في الأدوية المنقذة للحياة، وغياب المحاليل الوريدية، والمضادات الحيوية، والمستلزمات الجراحية، بالإضافة إلى تعطل مولدات الكهرباء في بعض المستشفيات التي لم تتمكن من تأمين الوقود الكافي لتشغيلها.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية